- تحت عنوان "خضراء أرض القصيدة" انطلقت صباح اليوم بدار الثقافة بالمكنين بولاية المنستير الدورة 16 للملتقى الوطني سعيد بوبكر للشعر الحرّ في المكنين الذي تنظمه دار الثقافة بالمكنين بالتعاون مع جمعية السلام للإنشاد وبدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير وتتواصل يومين. وبدأت فعاليات الملتقى بتدشين معرض بعنوان "سعيد بوبكر في عيون المدينة" ثم انطلقت ندوة فكرية بعنوان "الحدث الشعري" برئاسة الأستاذ الحبيب الحزقي وقدم خلالها الأستاذ محمّد الخبو مداخلة بعنوان "الحدث الشعري والنثري في الشعر الحديث" والأستاذ نور الدّين الحاج مداخلة بعنوان "الشعري والنثري في مجموعة محمود درويش ورد أقل". وشمل برنامج اليوم بعد الزوال قراءات للمشاركين ضمن المسابقة الشعرية ثم عرض شعري غنائي مع الشاعرة إيمان حسيون وعزف الأستاذ محمّد بن هنية على أن تنطلق أمسية شعرية بداية من الساعة الخامسة مساء بمشاركة الشعراء المولدي فروج وأحمد شاكر بن ضية وسلوى الرابحي وينشطها الشاعر كمال قداوين مع مراوحة موسيقية على آلة العود لمحمّد بن هنية وتكون سهرة الملتقى بداية من الساعة التاسعة ليلا مع قراءات شعرية لضيوف الملتقى وتنشيط لفرقة الأمير بقيادة الفنّان فتحي مسعود وفق ما أفاد به مراسلة (وات) فهد بن حمودة مدير دار الثقافة المكنين. وتتواصل غدا الأحد القراءات الشعرية للمشاركين في المسابقة بداية من الساعة العاشرة صباحا تتلوها قراءات لشعراء من المكنين مع جميل بن حسن والهاني الفرجاني وإيمان حسيون وكمال قداوين وخولة بن السيك سالم وعماد المناعي وريحان الشاوش وعبد الحميد بريك ومحمّد صالح يعقوب إلى جانب تكريم الأستاذين منصور عطية وسالم موسى. وأوضح الشاعر كمال قداوين عضو لجنة تحكيم المسابقة الوطنية في الشعر الحرّ ومن والذي ساهم في تنظيم الملتقى خلال عدّة دورات سابقة أنّهم تلقوا حوالي 30 نصا وأنّ الفقرات الجديدة خلال هذه الدورة تشمل إحداث فقرة خاصة بقراءات شعرية لشعراء من مدينة المكنين لتكريمهم ومسابقة في الإلقاء وحفظ الشعر للتلاميذ وعرض تفاعلي سمعي بصري بعنوان "من هو سعيد بوبكر؟ " أنجزه شباب دار الثقافة المكنين لمعرفة مدى معرفة الأجيال الجديدة بالشاعر سعيد بوبكر. واعتبر قداوين أنّهم منذ سنوات لم يعتنوا بشعر سعيد بوبكر ولذلك حرصوا خلال هذه الدورة من الملتقى على المراوحة بين فقرة تعتني بشعر سعيد بوبكر لتذكير الأجيال به خاصة أنّ مؤلفات لم يقع طباعتها مجددا وهي غير متوفرة في المكتبات وفقرة تعتني بالشعر الحديث. وبيّن أنّ الشاعر سعيد بوبكر الذي ولد يوم 28 أكتوبر 1899 وتوفي يوم 29 جانفي 1948 كان شاعرا وكاتبا نثريا ومصورا وصحفيا ورساما ودافع عن عدّة قضايا كبرى وكان وطنيا حتى النخاع ودافع عن تونس وعن حرية المرأة وعن قضايا اجتماعية ولم يكن شاعرا رومنسيا غنائيا هاربا إلى الطبيعة بل كان يعيش صلب المجتمع ومحتكا بجميع الطبقات الاجتماعية وأنتج عدّة كتابات من بينها ديوان "السعيديات" وديوان "الزهرات" ومؤلف وثائقي بعنوان "الأندلس كأنك تراها" وكتاب حول المؤتمر الأفخرستي وكتاب حول مؤتمر قصر هلال وكتابات أخرى لم تنشر مشيرا إلى أنّ اللّجان التي أسست هذا الملتقى والتي نظمت سابقا هذا الملتقى حاولت جمع مؤلفات سعيد أبو بكر. وأضاف الأستاذ منصور عطية من مؤسسي الملتقى إلى جانب الأستاذ سالم موسى في تصريح لوات أنّ الجهود التي بذلت إلى حدّ الآن للتعريف بكتابات سعيد بوبكر ودراستها بما تستحقه من عناية تظل غير كافية مشيرا إلى أنّه يعمل حاليا على إعداد دراسة حول رحلة سعيد بوبكر إلى الأندلس التي تكشف أن الرجل نابغة في مجال النثر. وأفاد مدير دار الثقافة المكنين أنّ الملتقى يعود هذه السنة بعد تغيبه خلال السنة الفارطة بسبب أشغال التهيئة التي شهدتها دار الثقافة المكنين طيلة سنة كاملة مشيرا إلى أنّ الملتقى سيكون مغاربيا خلال الدورة المقبلة. تم/جود وات