الأسبوعي: بعد أن ضبطت سلطة الإشراف حاجيات سوق الملاحة الجوية ب500 طيار إلى حدود سنة 2016 ظلّ السؤال المطروح هو كيف يمكن توفير هذه الحاجيات في ظلّ ارتفاع كلفة التكوين ومحدودية طاقة الاستيعاب محليا... وهل من حلّ لمجابهة الطلبات الآنية من الطيّارين؟ خطة في هذا الإطار علمنا أن خطة وضعت لتسديد الطلبات العاجلة والآجلة بدءا بالترفيع في السنّ القصوى لإحالة الطيّار على التقاعد من 60 إلى 65 سنة بما يسمح من الاستفادة بشكل أفضل بهذه الخبرات خصوصا وأن القانون العالمي يسمح بذلك وقد بدأت العديد من الدول في تطبيق هذا الاجراء... ومن العوائق التي كانت مطروحة محليّا والمتعلقة بالناقلة الوطنية بالأساس هو أن قانون الوظيفة العمومية لا يسمح للطيّار بالعمل بخمس الأجر فقط بما لا يشجّع هؤلاء على مواصلة العمل تحت الراية الوطنية والهجرة إلى الخارج بالأساس. حاجيات عاجلة وإلى جانب هذا الاجراء العاجل نجد آخر مماثلا جاء على خلفيّة انعدام قدرة كل من مدرسة برج العامري التابعة لوزارة الدفاع الوطني والمدرسة الخاصة لتكوين الطيّارين عن توفير عشرات الطيّارين خلال السنوات القادمة في الوقت الذي تحتاج فيه الناقلة الوطنيّة لوحدها إلى 40 طيّارا خلال السنة القادمة لاستيعاب النقص الناجم عن المغادرين للتقاعد وللعمل بالخليج.. وبقية الأسطول ما توفير إلى 10 ملايين حجم الطلب يرتفع إلى 50 طيّارا بحلول سنة 2010 ثلاثون منهم للناقلة الوطنية وبالبقية لتلبية حاجيات القطاع الخاص. انتدابات ومن هذا المنطلق علمنا أنه من المنتظر أن تبادر الناقلة الوطنية خلال المدة القريبة القادمة إلى انتداب بعض تلاميذ المدرستين الذين حصلوا على التكوين النظري بعد اجراء سلسلة من الاختبارات اللازمة التي على الممتحن أن يجريها بنجاح... وتتكفّل بتحمّل مصاريف التكوين التطبيقي التي تتطلّب كلفة باهضة جدا شرط أن يمضي المنتدب عقدا للعمل لمدة 10 سنوات وفي صورة الإخلال ببنود العقد يسدّد المصاريف التي سدّدتها الناقلة مع خطايا أخرى. تطوير وفي انتظار تطوير المدرستين لطاقة استيعابهما التي تفترض تكوين ما لا يقل عن 50 طيّارا تم الاتفاق كذلك بين سلطتي الإشراف الدفاع والنقل على أن تتولى مدرسة برج العامري بداية من السنة الدراسية القادمة انتداب طيّارين للتكوين من خريجي المعاهد العليا التحضيرية اختصاص رياضيات فيزياء على اعتبار أن هؤلاء الخريجين هم من المؤهلين نظريا أكثر من غيرهم لمواصلة التكوين في الملاحة الجوية وهو ما سيمكن من اختصار آجال التكوين حاليا في برج العامري والتي تفرض تكوين التلميذ الطيّار لمدة سنتين في صلب الأكاديمية العسكرية قبل توجيهه لشعبة الطيران المدني. فائض ومن المنتظر بحلول سنة 2011 أن يتحقق التوازن بين العرض والطلب ولم لا ننجح في وقت ما في تكوين فائض طيّارين محليا يسمح لنا بتصدير الكفاءات... واعتقادي أن على سلطة الإشراف أن تفكّر من الآن بمعيّة وزارة الدفاع عن بعث مدرسة عليا مختصة للتكوين تستقطب الأفارقة والتونسيين وحتى الأوروبيين ليتكوّنوا محليا فتعزّز إشعاع بلدنا وتحكم استغلال موقعنا سيّما وأنه يتوفر الآن بتونس محاكي للتدريب وستقتني الشركة المملوكة من الناقلة وآرباص محاكي ثان خلال المدة القريبة القادمة.