- اقترحت الدورة الثالثة والخمسون لمهرجان الحمامات الدولي على روّادها، الليلة الماضية بمسرح الهواء الطلق، نمطا موسيقيا إفريقيا عن الحياة البدوية الصحراوية عند الطوارق، وهم قبائل أمازيغية تقطن الصحراء الكبراء بشمال مالي وجنوب الجزائر بالأساس، وقد أحيت هذا الحفل مجموعة "تيناريوان" وهي فرقة بدأت مشوارها الفني بالثمانينيات بقيادة إبراهيم اغ الحبيب تعزف روك الصحراء، وتغني للأمازيغية والحرية والإنسانية والترحال. استهلّت "تيناريوان" أو ما يرادفها مصطلح "الحنين" بالعربية، حفلها على إيقاعات الناي الحزينة رافقتها آهات للمغنين. وتصوّر هذه المقطوعة الموسيقية بيئة صحراوية قاحلة يصعب العيش فيها وحياة يسودها الترحال بحثا عن الكلأ والماء. امتزجت إيقاعات موسيقى الطوارق التي تعتمد أساسا على آلة "الجامبي" الإيقاعية (الطبل) والناي بإيقاعات موسيقى الروك الغربية على آلات الباتري والغيتار والغيتار باص. وقد أداها كل من إبراهيم آغ الحبيب وحسن آغ توهامي وعبد الله آغ الحسيني و"إيادو آغ ليش" وسعيد آغ عياد والاغا آغ حاميد وإلى جانب صدّام إياد عبد الرحمان. وتسلّحت هذه المجموعة بالموسيقى التي مزجتها على إيقاعات الروك الغربية لتوجه للعالم رسالة ملؤها الحب والسلام وتروي هول الحرب التي تشنها الطائرات الفرنسية على أهاليهم في الصحراء، وفق ما ذكره عضو المجموعة عبد الله آغ الحسيني، مضيفا ان موسيقى الطوارق نمط يشبه في إيقاعاته الموسيقى الإفريقية وينقل مأساة سكان الصحراء وصعوبة العيش فيها وإرادة السكان في تحدي قساوة المناخ والتشبث بالحياة. تبرز الأغاني التي اقترحتها مجموعة "تيناريوان" على ضيوف مهرجان الحمامات الدولي، رغم أنها غير مفهومة، تعلّق الطوارق أو أمازيغ الصحراء بهويتهم وإيمانهم بالحرية وشدّة تعلّقهم بالصحراء رغم قفارها. كما تصوّر مقاطع الموسيقى جانبا من العادات والتقاليد لديهم كحفلات الأعراس والمناسبات الدينية وغيرها، وهو ما يتجلّى في طابعها الاحتفالي في ظاهرها، أما في مقاصدها فهناك دلالات عديدة منها الحب والسلام والحرية والتعلّق بالأرض. دام العرض 90 دقيقة قدّمت خلاله المجموعة الموسيقية باقة من أغانيها باللهجة الأمازيغية، بدت أغلب إيقاعاتها احتفالية وأثارت حماسة الجمهور الذي رفع بعضه الراية الأمازيغية. كما لم يبخل العازفون على جمهور الحمامات من مواصلة عزف مقاطع موسيقية أخرى إثر نهاية العرض تلبية لرغبات الحاضرين. مجموعة "تيناريوان" الموسيقية سلكت دربها الفني متخذة منه أسلوبا للمقاومة والنضال وحجزت لها مكانا ضمن الفرق الموسيقية العالمية وذلك من أجل تبليغ أصوات سكان الصحراء من الأمازيغ.