نصرالدين السويلمي ينطبق المثل التونسي "جاب من الآخر او جابت من الآخر" على التدوينة الأخيرة للدكتورة رجاء بن سلامة ، او لنقل على مجمل كتاباتها وأفكارها فهي تتميز على بقية الطيف المعادي للهوية بصراحتها وخطابها المباشر ، حيث سبق وأعلنت مساندتها لبيع الخمر في المحلات ودعت لاعتباره ثروة وطنية وتسميته بالمشروبات الروحية والابتعاد عن الأسماء المنفرة ، كما دعت الى التوقف عن الحج واستحداث قبلة في تونس وشنت حملات موسمية استهدفت عيد الاضحى مطالبة بالتوقف عن الإساءة للحيوانات بأشكال وحشية ، الى جانب مواقف اخرى في الصيام وغيره من الأركان . ين سلامة وفي تدوينة جديدة وتفاعلا مع خطاب رئيس الدولة دعت الى عدم الانخراط في تأويل النصوص والذهاب قدما الى المساواة في اعتراف ضمني ان وضوح مسالة الميراث في القرآن لا يمكن مغالبتها بالتأويل والتلاعب بالعبارات ، وذلك على خلاف السبسي الذي اختار الابتداع حين ادعى ان مسالة الميراث متروكة للاجتهاد وهي مقولة شاذة غريبة يبدو ان صاحبها لم يستأنس بأي مستشار ديني قبل ان يلقي بتبريراته الفضفاضة . *تدوينة بن سلامة "لا تأويل ولا اجتهاد بل تطبيق لمبدإ المساواة لا نحتاج إلى أيّ تأويل للنّصوص الدّينيّة. يكفي قرنان من الدّوران في حلقة مفرغة. الدّيمقراطيّة، والمساواة، وحقوق الإنسان هي المنظومة التي انخرط فيها التّونسيّون وأكّدوها بعد الثّورة، وجسّدها دستور 2014 الذي ينصّ على المساواة ومدنيّة الدّولة. هذه المساواة تقتضي تغيير أحكام الميراث، والسماح للتّونسيّة بالزّواج ممّن تريد بقطع النّظر عن الدّين. أمّا القرآن فهو للعبادة وللتّأمّل الرّوحانيّ وللصّلاة لا للتّشريع ولتنظيم العقلاقات بين النّاس. المسألة مبدئيّة وقانونيّة وحقوقيّة. أمّا سياسيّا، فها نحن ننتظر مواقف من يعتبرون أنفسهم تقدّميّين، ومن يقولون لنا إنّهم تغيّروا ويريدون الدّيمقرطيّة والدّولة المدنيّة".