- أكّدت الشركة الجهوية للنقل بصفاقس، في ندوة صحفية عقدتها اليوم الثلاثاء بمناسبة العودة المدرسية والجامعية الجديدة، نجاح التجربة النموذجية لحافلات الخطوط السريعة التي كانت أطلقتها السنة الماضية، مبيّنة عزمها على تعميمها على باقي الطرقات الرئيسية، إضافة إلى المضي في مجابهة تحديات الجودة وإعادة التوازنات المالية والاجتماعية للمؤسسة. وذكر الرئيس المدير العام للشركة الجهوية للنقل بصفاقس هشام اللومي، أن الشركة تعتبر نجاح تجربة الخطوط السريعة التي توفر جملة من الخدمات والخصائص من أبرزها خدمة الانترنات والاقتصار على عدد الركاب الجالسين والتحكم في الوقت وتواتر السفرات وانتظامها، مؤشرا هاما وثمينا في سياسة تطوير أنشطة الشركة من حيث متغيرات الجودة والسلامة، حسب قوله. وأضاف أن هذه التجربة التي سجلت تجاوبا كبيرا من الحرفاء وحققت مصالحة بين الشركة والمواطنين جعلت الشركة تقرر تعميمها على باقي الخطوط، وذلك على الرغم من أن مستوى النجاح من الناحية التجارية بقي محدودا إلى حد ما. وأوضح اللومي أنه في إطار مواصلة توجه المراهنة على تحسين الجودة تم اقتناء 8 حافلات رفاهة للنقل بين المدن بقيمة مالية تناهز 3 ملايين دينار وقد صنعت خصيصا للشركة، كما تم اقتناء 10 حافلات مزدوجة للنقل الحضري بقيمة تفوق 4 ملايين وهي اقتناءات من شأنها أن تعزز توجه المراهنة على الجودة، حسب تقديره. وأكد العزم كذلك على مواصلة تجربة نشاط "النقل بالاتفاقيات" التي تبرم مع المؤسسات الصناعية الكبرى وهي اتفاقيات تدر مداخيل هامة على المؤسسة، على غرار ما تقوم به مع الشركة التونسية الهندية للأسمدة "تيفارت". من جهة أخرى، أبرز الرئيس المدير العام التحديات العديدة التي تجابهها الشركة ومن بينها تشعّب الأنشطة التربوية والجامعية والصناعية والثقافية في صفاقس وتشتّت المؤسسات، زيادة على الوضعية السيئة للبنية التحتية ولا سيما وضعية الطرقات والمسالك غير المعبدة والاختناق المروري. وفي باب التوازنات المالية، تفيد المعطيات المقدمة، خلال الندوة الصحفية، أن الشركة توفقت إلى التقليص من عجزها المالي الى أقل من مليون دينار بعنوان موازنة 2016 مقابل 7 ملايين دينار في سنة 2015 علما وأن الشركة لا تزال تعاني من ديون متراكمة لسنوات تفوق 40 مليون دينار. وأوضح ، في ذات السياق، أن منحة الدعم السنوي من الدولة (منحة التعويض عن محدودية سعر النقل) بلغت في السنة الماضية 45 مليون دينار أي بزيادة تقدر بحوالي 3 ملايين دينار وقد خولت هذه المنحة للمؤسسة القدرة على مواجهة الضغط والاضطلاع بدورها كمرفق عام والإيفاء بالتزاماتها تجاه الحرفاء من خلال توفير النقل في مستوى من الجودة والسلامة والعمل على احترام الوقت. وقال إن "تعريفة النقل المعتمدة حاليا زهيدة جدا وتجعل من هذه الخدمة شبه مجانية بالمقارنة مع كلفتها وهو ما يدعو الى التفكير بجدية في مراجعة التعريفة وأسعار النقل"، وفق قوله. وأوضحت البيانات المقدمة، على صعيد آخر، تحسن المناخ الاجتماعي صلب الشركة الجهوية للنقل بصفاقس بفضل ما اعتبره الرئيس المدير العام توخّي أسلوب الحوار بين الإدارة والأطراف الاجتماعية في شتى المشاكل والقضايا العالقة وهو ما يفسر أن أغلب الأعوان سحبوا قضاياهم ضد الشركة نتيجة الخلافات التي حصلت بين الطرفين في فترة ما بعد الثورة. وقد انعكس تحسن المناخ الاجتماعي على مردودية المؤسسة وأداء الأعوان في مختلف المصالح وعلى مؤشرات الجودة والسلامة، بحسب ذات المصدر. وبلغت نسبة الاستجابة للطلبات المعبر عنها من الوسط المدرسي، خلال السنة الجامعية الفارطة، أكثر من 83 بالمائة في مستوى خدمات النقل الحضري والنقل الجهوي حيث تمت الاستجابة ل24 مطلبا من مجموع 24 مطلبا معبر عنها وشملت معتمديات "طينة" و"ساقية الزيت" وصفاقسالمدينةوصفاقس الغربية وصفاقس الجنوبية و"منزل شاكر" و"الحنشة" و"قرقنة" و"جبنيانة" و"العامرة" و"المحرس" و"الصخيرة" و"الغريبة" و"بئر علي بن خليفة" و"عقارب". وتتمثّل الطلبات بالخصوص في إحداث خطوط وسفرات جديدة وتمديد خطوط أخرى وتحسين مؤشرات التوقيت واحترام مواعيد الحافلات وغيرها. في المقابل، اعتبر أن نشاط الشركة الجهوية للنقل في المعتمديات (النقل الجهوي) يشهد ضعفا بشكل عام وفي "جبنيانة" و"الحنشة" و"قرقنة" بشكل خاص، حيث تسعى الشركة الى تحسين أدائها وتدارك التأخر الحاصل منذ سنوات. وأثار الصحفيون، خلال الندوة الصحفية، جملة من الإشكاليات من أبرزها عدم انتظام رحلات الشركة على بعض الخطوط وسلوكيات بعض السواق على الطريق (السرعة والتهوّر والتشاجر مع باقي مستعملي الطريق) والنقص الكبير في الواقيات وعلامات التوقف وضعف التغطية في الوسط الريفي. يشار الى أن الشركة الجهوية للنقل بصفاقس تعد ثاني أكبر شركة جهوية بعد شركة نقل تونس وتعد 1352 عونا منهم 713 سائقا وقابضا ويبلغ عدد حافلاتها المنتظر استغلالها 169 حافلة للنقل الحضري و135 حافلة للنقل الجهوي وبين المدن. ويصل عدد سفراتها اليومية بالنسبة للنقل الحضري 1362 سفرة مخصصة لنقل التلاميذ والطلبة وباقي الحرفاء بالإضافة إلى 350 سفرة يومية للنقل الجهوي 295 سفرة منها للنقل المدرسي و12 سفرة يومية في باب النقل بين المدن. وينتظر أن يبلغ عدد الاشتراكات المدرسية والجامعية المتوقع بيعها هذه السنة 28 ألف اشتراك في باب النقل الحضري و15 ألف اشتراك في النقل الجهوي.