على ذمة وكالة الأنباء الألمانية (دي بي أيه) فإن المندوب السامي وحاكم عموم العراق، الأمريكي بول بريمر طلب الانتساب إلى بني حسن، وهي عشيرة عراقية شيعية، في إطار مسعى له لخطب ود القبائل والعشائر ذات الوزن والحيثية، عبر زيارات منتظمة لمواطنها، ولكن شيخ العشيرة قابل طلب بريمر بطريقة تتعارض ومقتضيات العولمة، مما قد يعني وضع عشيرة بني حسن ضمن محور الشر، لأن العشيرة احتكمت إلى "محور الشرع"، وأبلغت بريمر أن الانتساب إلى القبيلة يقوم على المصاهرة والنسب، وأن على بريمر بالتالي أن يتزوج واحدة بني حسنية، ولكي يفعل ذلك لابد أن يعتنق الإسلام، ولو فعل ذلك فستعتبره حكومته من جماعة القاعدة أو البعث وتضع صورته ضمن الكوتشينة بحيث يحتل المركز الذي صار شاغرا في كوتشينة القيادات البعثية باعتقال الفريق الدكتور عبد حمود محمود سكرتير صدام حسين الشخصي (المرحلة التعليمية الوحيدة التي أكملها عبد حمود هي الابتدائية في العوجة، ولكنه نال الماجستير قبل البكالريوس ثم الدكتوراه، ونال رتبة فريق رغم أنه لم يدرس في كلية عسكرية وصار مثل الموسيقار المصري الراحل محمد عبد الوهاب الذي حمل لقب لواء رغم أنه لم يسبق له حتى استخدام البف باف لقتل الذباب)،.. وشيخ بني حسن ليس زعيم قبليا تقليديا بل هو حفيد عبد الواحد السكر الذي قاد ثورة سنة 1920 التي أخرجت الإنجليز من العراق، وقد كان واضحا وصريحا مع بريمر عندما قال له: كونك مسيحيا لا يسمح لك بزواج بنت من العشيرة، وحتى لو أسلمت لتتزوج بواحدة من بناتنا فإن قانون بلادك يمنع تعدد الزوجات، أما إذا اعتنقت الإسلام ونلت الجنسية العراقية، كي يتسنى لك الانتساب للقبيلة بالزواج، فإن ذلك سيؤدي إلى تفنيشك ثم إرغامك على الوقوف في طوابير استلام مواد الإغاثة .. وأنت مُش وش بهدلة.. وهكذا بقي خيار واحد طرحه زعيم العشيرة على بريمر: أن يتزوج أحد شباب بني حسن بواحدة من بني بريمر!! عند هذه النقطة نفرت عروق رقبة بريمر من الغضب وصاح بلهجة مصرية: قال بني حسن يتجوز بني بريمر قال!! على جثتي!! ثم ضبط انفعاله وسحب طلبه بالانتماء إلى بني حسن. هذه الحكاية تنبهنا إلى ضرورة ابتكار مختلف الوسائل للتقرب من أمريكا اتقاء لشرها، وقد سبق لي أن قبلت فكرة الزواج بالليدي ديانا بعد أن خلعت بعلها تشارلس ولكن أمي اعترضت على ذلك واقترحت أن أتزوج بنيومي أو ناعومي كامبل على أساس أنها منا وفينا لكونها سمراء،.. وقد كان بريمر حكيما بسعيه إلى الانتساب إلى هذه القبيلة العراقية أو تلك، وعلينا الاقتداء به بالسعي لمصاهرة حكومات عليها القيمة مثل بريطانيا وأمريكا وألمانيا ولحسن حظنا فإن بها عوانس وأوانس بالكوم يشغلن مناصب رفيعة، ولاشك في أن إسهامنا في فك عنوستهن البعولية، سيعين بلادنا على فك عنوستها السياسية.