نصرالدين السويلمي نشرت مديرة المكتبة الوطنية رجاء بن سلامة تدوينة على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تعلن فيها عن تاريخ مسيرة تطالب بتعطيل العمل بآيات قرآنية واستبدال الاحكام التي نتجت عنها بأحكام اخرى اقترحتها قوى لائكيه سابقا في عهد بورقيبة وبن علي وفشلت في تمريرها وتعيد اقتراحها اليوم سلالة من نفس الفئة في استغالا هجين لمناخ الحريات، مستفيدة من قوة نفوذها داخل الادارة والنخب واجهزة الدولة، ضاربة عرض الحائط بحساسية المرحلة ومدى استفزاز مثل هذه المطالب للشعب التونسي وقدرتها على احداث بلبلة وربما الاسهام في انشاء بؤر قد تعصف بتماسك المجتمع وتفتح مصير الوطن على المجهول. بن سلامة دعت الى التحشيد من اجل انجاح المسيرة المناهضة لأحكام المواريث التي دأبت تونس على التحاكم اليها منذ الفتوحات الاسلامية أي منذ ما يناهز 1412 سنة، كما دعت الى اكتراء وسائل النقل والاستعداد الجيد لهذه المحطة قبل اسبوعين، والملفت ان الذين دعوا الى مثل هذه التحركات كانوا رفضوا سابقا اقتراحات بطرح الامر على استفتاء شعبي، واكدوا ان مسائل الحرية لا يمكن ان تخضع لغوغاء الشارع، ثم ها هي دعوة اخرى تحث رجال تونس ونسائها على الاحتشاد في مسيرة وصفت بالكبرى، ما يعني انهم قبلوا التحشيد ولم يقبلوا الصندوق! تماما كعادتهم في هذه المحطة وغيرها من المحطات. تجدر الاشارة الى ان مثل هذه الدعوات كانت متشابهة في التوقيت والملابسات، فقد ظهرت بقوة منتصف ثمانينات القرن الماضي ثم مرة اخرى عقب محرقة التسعينات التي شاركت فيها قوى استئصالية طالبت لاحقا بمكافاتها على ذلك بتغيير احكام المواريث، لكن لا بورقيبة ولا بن علي نجحا في خلخلة الثوابت المتجذرة، واليوم تعاد الكرة تحت تعلات عديدة، ابرزها "هذه بتلك"، مساندة رئيس الجمهورية وهش اليسار والحيلولة دون ملاحقته للرئيس، مقابل امتيازات على حساب الثوابت. وقد جاء في احد التعليقات على دعوة بن سلامة "اذا مسيرة باش تقوم على مطلب. واحد موش لازم منها...يجب الغاء العدة...تحصل الطفل على لقب الام والاب...غلق المواخير...الغاء المهر...مازالت المرا تاخو شهرية اقل من الراجل مازالت شهادة زوز نساء تعادل شهادة رجل واحد...زواج المسلمة من غير مسلم ترفض في بعض البلديات....برشا حاجات اخرين.ياتكون ثورة تنادي بمساواة تامة ولا موش لازم شعارات من اجل مصالح سياسية.ماهيش باش توفر حرية كاملة للمرا."، وفي درها على هذا التعليق ردت بن سلامة "الميراث هو الأهمّ. البقية تتبع". *تدوينة بن سلامة مسيرة كبرى يوم 10 مارس 2018 للمطالبة بالمساواة في الميراث مسيرة تشارك فيها نساء الجمهوريّة التّونسيّة ورجالها. مسيرة كبرى للمطالبة بالمساواة في الميراث، مساواة تامّة يفرضها القانون، وتحقّقها الدّولة احتراما للفصل 21 من دستور البلاد. المطلوب الاستعداد قبل أسبوعين أو أكثر لهذه المسيرة بالتّنسيق واكتراء وسائل النّقل. ولنا عودة إلى هذا الموضوع