- تحت شعار "الزيتونة نور وجذور" وفي أجواء من الاعتزاز والوفاء للشجرة المباركة، انطلقت اليوم الأحد الدورة الثانية لمهرجان الزيتونة بصفاقس بسلسلة من الفقرات التنموية والتنشيطية والسياحية، شاركت فيها عديد الجمعيات والهياكل الثقافية ومكونات المجتمع المدني إلى جانب عدد من وكالات الأسفار والمستثمرين السياحيين والضيوف الأجانب. وقد أعطيت إشارة انطلاق المهرجان الذي تتواصل فعالياته إلى يوم 30 جانفي الجاري من خلال تظاهرة "سوق الزيتونة والقرية الحرفية" التي أقيمت بشارع الهادي شاكر أمام المسرح البلدي بباب البحر في شكل معرض تجاري تميز بمشاركة مكثفة لعدد كبير من منتجي ومصدري زيت الزيتون ومنابت الزيتون وحرفيي خشب الزيتون ومنتجي مواد التجميل وجميع المنتجات الفلاحية المرتبطة بقطاع الزيت والزيتون. كما تميز هذا المعرض بمشاركة فلسطينية من خلال حضور اتحاد الفلاحين التعاونيين الزراعيين الفلسطينيين الذي اعتبر نائب رئيسه جمال امبصلط في تصريح اعلامي بالمناسبة، أن شجرة الزيتون التي يحتفى بها المهرجان والدافع الرئيسي لمشاركتهم في المهرجان تختزل معاني تجذر الفلسطينيين في أرضهم واصفا إياها برمز الصمود والتحدي، الأمر الذي يفسر استهدافها المتواصل من قبل المحتل الإسرائيلي وفق تعبيره. واعتبر أن استهداف هذه الشجرة المباركة من استهداف الفلسطينيين وحقوقهم وأراضيهم. ومن جهته، اعتبر وزير الصناعة سليم الفرياني في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء لدى إشرافه على هذه التظاهرة التنموية أن مثل هذه المهرجانات والفعاليات من شأنها أن تساهم في تثمين المنتوج الوطني من الصناعات الغذائية وزيت الزيتون والتسويق له ودفع أنشطته التصديرية. وقال إن وزارته تشجع مثل هذه المهرجانات وتدعمها. وأوضح أن تعليب زيت الزيتون وتصديره الذي يمثل من أبرز المجالات الاستراتيجية التي تختص بها جهة صفاقس، يعد من المحاور التي تشتغل عليها وزارة الصناعة وتسعى إلى تطويرها عبر صندوق النهوض بتعليب زيت الزيتون والمركز الفني للتعبئة والتغليف. وقال إن ضعف نسبة تعليب زيت الزيتون التي لا تتجاوز 10 بالمائة تعزى إلى حداثة هذا التقليد مقارنة مع عراقة نشاط انتاج زيت الزيتون، معتبرا أن بلوغ 25 ألف طن من الزيت المعلب كهدف لهذا الموسم الذي يتوقع أن يبلغ صابة تقدر ب260 ألف طن "ليس أمرا هينا". والى جانب المعرض الذي اقترن بأجواء تنشيطية وتنظيم كرنفال احتفالي بمنطقة باب البحر، انتظمت زيارة للمسلك الفلاحي السياحي بقصر "الهناء بشكة" الواقع بمعتمدية منزل شاكر (40 كلم غرب مدينة صفاقس) والذي صار في حلة سيئة بسبب عدم الاستغلال والترك. وشارك في الزيارة ممثلو وكالات أسفار ووسائل إعلام وسياح أجانب ووفد من المستثمرين السياحيين الألمان الذين استقدمتهم المندوبية الجهوية للسياحة بصفاقس بالتعاون مع هيئة المهرجان وعدد كبير من ممثلي مكونات المجتمع المدني. واشتمل برنامج هذه الفقرة الترويجية على عرض حي لعملية جني الزيتون بضيعة في جوار قصر "الهناء بشكة" بالطريقة اليدوية التقليدية وعرض لاستخراج زيت الزيتون مشفوع بحصة تذوق فضلا عن جولات على الدراجات الهوائية في ضيعة الزياتين وخرجة بالعربات المجرورة بالخيول حول القصر وعرض فلكلوري وآخر للفروسية. وقال رئيس النيابة الخصوصية لبلدية صفاقس عماد السبري في تصريح ل"وات" إن بلدية صفاقس خصصت 500 ألف دينار لإعادة تهيئة قصر "الهناء بشكة" بغاية إعادة توظيفه وإدراجه في مسلك سياحي. ويتضمن المشروع الذي تم بعد الإعلان عن طلب العروض لإنجازه فضلا عن إعادة التهيئة على احداث متحف للآلات الفلاحية التقليدية به وحفر أربعة آبار وزرع أربعة آلاف زيتونة فيه وتهيئة فضاء للحيوانات ليكون قبلة للزوار في المستقبل. وكانت فعاليات المهرجان انطلقت منذ يوم 26 جانفي بسلسلة من الأنشطة الثقافية التي نسقتها جمعية منتدى صفاقس للفنون والثقافات. وتتمثل هذه الأنشطة بالخصوص في عرض موسيقي فرجوي بعنوان "صفاقس تتغنى بالزيتونة" احتضنه مساء السبت المركب الثقافي محمد الجموسي ومعرض للكتب بعنوان "زيتونتي" وعرض فلم وثائقي حول جني الزيتون. مسك