احتفل العالم بعيد الصحافة يوم 3 ماي.. وقد تضاربت الاراء والمواقف بين المنتقدين الذين يعتبرون أن الإعلام في تونس غير مقنع وفاقد للمصداقية وبين المناصرين الذين يعتبرون أن الإعلام التونسي على أحسن ما يرام. وفي حقيقة الأمر فان واقع الإعلام التونسي أكثر ثراء وتناقضا.. فعلى صعيد الواقع والممارسة, لا بد من التنويه بتنقيح قانون الصحافة وبعث إذاعات وقنوات تلفزية جديدة والارتقاء بجودة المنتوج الإعلامي في بعض المؤسسات الخاصة, والإشادة بقيمة مقالات بعض الصحفيين حتى في المؤسسات الإعلامية الحكومية, والحرية التي تتمتع صحف أحزاب المعارضة وخاصة منها غير البرلمانية إذ أنها تكتب ما تشاء في جميع المواضيع دون الخضوع للصنصرة.. ان صحافة أحزاب المعارضة باختلاف أطيافها وبفوارق في الجرأة أحسن دليل على أن هامشا هاما من الحريات موجود في بلادنا. فأين يمكن المشكل اذن ؟ رغم كل الانجازات ان اعلامنا في حاجة الى تغييرات أكيدة أذكر منها: ان العبارات التي يتضمنها الخطاب الإعلامي السياسي فقدت كل تأثير من فرط ما وقع تكرارها, فضلا عن افتقار مستعمليها إلى الحرفية الضرورية ... فمنذ أكثر من خمسين سنة وبعض الصحفيين يستعملون نفس المفردات الحجرية وأطنانا من النعوتات الايجابية التي أفقدت الكلمات مصداقيتها ومعناها حتى أصبح القارئ أو المشاهد غير راض عن الإعلام الرسمي.. وبكل صراحة, إن المبالغة في المدح من قبل كل مسؤول جديد يعين على رأس أي من المؤسسات الإعلامية , أدت بنا الى حالة من "البلوكاج" ... وأقولها بكل صراحة ان هذا السلوك لا يخدم النظام التونسي على الصعيد الوطني وحتى على الصعيد الخارجي لأن هذا الأسلوب وهذه المفردات والعبارات لا يقبلها المواطن التونسي ولا يفهمها الملاحظ الأجنبي المتعود على لغة أخرى أكثر توازنا وأكثر واقعية ... إضافة إلى مشكل اللغة الخشبية والخوف المفرط لدى بعض مسؤولي المؤسسات الإعلامية , فان الإعلام التونسي يحتاج الى جرعة من الشجاعة والمبادرة وهو يعمل على تجنب المشاكل خوفا من قوى الجذب الى الوراء .. ان قطاع الإعلام يستحق قفزة نوعية واضحة تجعل منه قطاعا يتقدم بالتوازي مع الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية والتحديثية الكبيرة التي حققها نظام بلادنا. منصف بن مراد ذو علاقة سعر المحروقات والباخرة اللّيبية والإعلام المخجل