- طارق عمراني - في شكل تقرير لمراسلها في تونس بنوا دالما عنونت صحيفة لوبوان الفرنسية مقالها ب Tunisie : le big bang des municipales ونشرته علی موقعها الالكتروني بتاريخ الثلاثاء 27 فيفري وتطرقت من خلاله إلی موضوع الحكم المحلي والانتخابات البلدية والتي من المنتظر إجراؤها في تونس يوم 6 ماي 2018. وأشار المقال إلی اغلاق الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات في تونس باب الترشحات للقائمات الإنتخابية في 22 فيفري علی ان تنطلق الحملة الإنتخابية في 14 أفريل 2018. واعتبر المقال ان هذا الاستحقاق الانتخابي المفصلي سيتم في جو سياسي وإقتصادي محبط يحكمه مزاج عام عازف عن الشأن السياسي وفاقد للامل من الطبقة السياسية مع مؤشرات اقتصادية حمراء ووضع اجتماعي قابل للإنفجار. واعتبرت الصحيفة الفرنسية ان تونس تنتظر المصادقة علی الاطار القانوني لتنظيم الحكم المحلي اداريا وماليا من خلال مجلة الجماعات المحلية والتي من المنتظر رغم التعطيلات ان تری النور في قادم الايام لتعطي مفاتيح الحكم ل350 بلدية غير ان هذه المجلة لن تكون نافذة المفعول قبل سنتين من تاريخ اصدارها وعليه يمكن للوالي ان يبطل قرارات المجلس البلدي بجرّة قلم وهذا وجه من وجوه الصراع بين المركز والاقاليم حيث تتلكأ السلطة المركزية في تطبيق الحكم المحلي خوفا من انحسار صلاحياتها . واكد المقال علی ان المجتمع الدولي سيكون حاضرا بشكل كبير يوم 6 ماي لمراقبة الانتخابات البلدية في تونس والذي تخشی كل الاطراف ان تشهد عزوفا شعبيا عن الاقتراع يصل حسب اخر استطلاعات الرأي إلی 70% رغم ارتفاع نسبة مشاركة القائمات المستقلة غير انها لن تغير من المشهد الذي تسيطر عليه ثنائية حركة النهضة الاسلامية ونداء تونس التي تمثل النظام القديم وقد شاركا في كل الدوائر البلدية وتمازجت قوائمهما حيث ان رئيس قائمة نداء تونس في مدينة الحامة نهضوي وهناك مرشحة كانت تنتمي لنداء تونس في قائمة حركة النهضة في دائرة باردو. وختمت الصحيفة الفرنسية مقالها بالاشادة بالتناصف الذي فرضه القانون الانتخابي التونسي علی القائمات الانتخابية وهو ما سيساهم في "تأنيث" الحياة السياسية التونسية والتي بالرغم من الصعوبات ومساعي بعض الاحزاب لتعطيل الانتخابات والمخاوف من المقاطعة الشعبية فإن تونس وضعت اللبنة الاولی في الطريق الصحيح نحو اللامركزية التي من شأنها تغيير البلاد نحو الافضل وهو ما سيتحقق بعد سنتين او 5 او 7 سنوات ولكن المهم ان التحول قادم لا محالة...