- في إطار المقاربة التشاركية بين الهيئة العليا المستقلة للانتخابات و مكونات المجتمع المدني، احتضنت القاعة الكبرى ببلدية بن عروس، اليوم الاربعاء، دورة تدريبية مخصّصة للمراقبين والمراقبات في الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات ببن عروس حول موضوع العنف السياسي المسلّط على النساء، أشرفت على تنظيمها رابطة الناخبات التونسيات بدعم من مؤسسة هاينريش بول . وبينت القاضية بالمحكمة الادارية والعضو المؤسس في رابطة الناخبات التونسيات، انوار المنصري، في مداخلة قدمتها بالمناسبة، ان هذه الدورة تأتي في سياق تكريس افضل الممارسات في الاعداد للانتخابات وتوعية الناخبين والناخبات بخطورة العنف السياسي المسلط عليهم اثناء الحملة الانتخابية. واضافت أن المصادقة على القانون المتعلق بالقضاء على العنف ضد المرأة ودخوله حيز النفاذ يفرض على كل مكونات المجتمع المدني والسياسي اضافة الى الهياكل المختصة تفسير وتوضيح الاجراءات التي تضمنها هذا القانون، وفي هذا السياق تندرج هذه الدورة التي تسلط الضوء على ظاهرة العنف السياسي الذي يمكن ان يسلط على هذه الفئة اثناء الانتخابات بعد اقرار المسار الانتخابي ودخوله اخر المراحل التي تسبق عملية التصويت. وتضمنت المداخلة مقاربة نظرية تتعلق بدمج العنف السياسي القائم على التمييز بين الجنسين كجرائم انتخابية يمكن ان تسلط على النساء ويمكن ادراجها كمخالفات يمكن رصدها من قبل المراقبين والمراقبات للحملة الانتخابية على اعتبار ان العنف السياسي هو كل فعل او ممارسة تكون الغاية منها عرقلة النساء في ممارسة حقهن السياسي في التواجد سواء في الاحزاب والجمعيات وكذلك صدهن عن ممارسة حقوقهن السياسية بما فيها الانتخاب والترشح والمراقبة . والغاية هي ان يتم ردع هذا العنف القائم على اساس التمييز وان تدخل في المعايير المعتمدة في مراقبة الحملة الانتخابية من منطلق عدم التجزئة في القوانين والمقصود بهما في هذا السياق القانون الانتخابي والقانون الاساسي المتعلق بالقضاء على العنف المسلط ضد المرأة حتى تحفظ كرامة الناخبة والمترشحة والقائمة باعمال الرقابة اثناء الحملة الانتخابية، وفق المنصري. من جهته، بين رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، الكيلاني هلال، أن الهيئة الفرعية تعمل مع شركائها في المجتمع المدني من اجل توفير افضل الضمانات والممارسات لسيرورة العملية الانتخابية وتسعى بالتوازي مع ذلك لترسيخ المكتسبات الضرورية والمطلوبة لكافة كوادرها العاملة وخاصة المراقبين والمراقبات نظرا للدور الهام المحمول عليهم خلال الفترة الانتخابية. يذكر ان عدد الاعوان المراقبين الذين تم اختيارهم للاشراف على مراقبة الحملة الانتخابية بالهيئة الفرعية للانتخابات ببن عروس بلغ 76 مراقبا ومراقبة كانوا قد خضعوا يومي الأحد والاثنين الماضيين الى دورة تكوينية في مختلف الاجراءات والتراتيب المحددة لعملهم و اكسابهم مختلف التقنيات المعتمدة للتعامل مع المخالفات المرتكبة وتحريرها على السجلات الموضوعة على ذمتهم، الى جانب التعرف على طرق وكيفيات التصرف عند ملاحظة اخلالات صادرة عن القائمات المترشحة والقائمين بالحملات الانتخابية .