- لم يخطر ببال التلميذ ادم بركات الحاصل على معدل 16,70 في مناظرة ختم التعليم الاساسي بان تشاركه والدته السجينة فرحة نجاحه أو يراها تذرف دمع غبطة وسرور للحظات تكريمه بجائزة التفوق. اليوم اعتلى آدم وهو بن احدى السجينات الموقوفات بالسجن المدني بمنوبة منذ 10 شهور منصة التتويج بالسجن المدني بالمرناقية بمناسبة يوم العلم المركزي الخاص بالمساجين وابنائهم. لم يفارق حضن والدته وكان محتضنا جائزته ... تلاشت من مخيلته الصغيرة صورة السجن وأطلق العنان لإحساسه كي يستمتع بفرحة اللقاء كغيره من التلاميذ والطلبة المكرّمين خلال هذا اليوم وعددهم 42 متفوقا في مختلف المناظرات الوطنية من ختم اساسي ومناظرة الدخول إلى المدارس الإعدادية النموذجية والباكالوريا ومنهم ايضا 4 مجازين في التعليم العالي في اختصاصات مختلفة. ويعد يوم العلم المركزي الخاص بالمساجين وأبنائهم بادرة اولى من نوعها اشرف عليها وزير العدل غازي الجريبي الذي اكد في تصريح اعلامي ان هذه المبادرة تاتي لمزيد ربط الصلة بين المودعين في السجون وعائلاتهم وضمانا لاندماج اكبر في المحيط العائلي والاجتماعي للمساجين ولتكريس حقوق الانسان وصيانة كرامته. وقال إن يوم العلم هذا، يعكس الحرص الكبير من الادارة العامة للسجون والاصلاح ووزارة العدل على تدعيم روابط الصلة مع اسر السجناء وضمان تماسك المودعين ودعم الجانب النفسي وربطهم بالمجتمع، ودفعهم الى الالتزام بالسلوك السوي وقضاء فترة العقوبة دون الشعور بالبعد والانفصال الاجتماعي والاسري. واشار الى ان تكريم ابناء السجناء والسجناء الموهوبين والمتالقين في برامج التاهيل والتكوين وبرنامج التعليم والتعلم هو اثبات بانهم من ضمن أفراد المجتمع وان الدولة ومختلف مؤسساتها تساندهم وتهتم بهم وتحرص على الوقاية من التفكك الاسري ورسالة تبرهن على ان العقوبة السالبة للحرية لن تمنع السجين من الانخراط في المنظومة الاصلاحية ومن استعادة مكانته الاجتماعية عبر التعليم والتكوين المهني والثقافة وحرية الابداع. من جهته اكد مدير عام الادارة العامة للسجون والاصلاح الياس الزلاق ان الاحتفال مناسبة هامة لتعزيز آليات اندماج المساجين وتمتين روابط تواصلهم مع عائلاتهم وأبنائهم من خلال تكريم المتفوقين سواء من المودعين الذين يواصلون تعليمهم من داخل الوحدات السجنية أو أبنائهم الذين تفوقوا في دراستهم العادية، بما من شأنه أن يعزز ثقة السجين في المحيط الاجتماعي الذي ينتمي إليه و يسهم في تعزيز حرصه على العودة الايجابية والفاعلة لهذا المحيط. وشمل التكريم اضافة الى ال42 متفوقا من ابناء السجناء والسجن 7 سجناء متفوقين في برنامج التعليم والتعلم داخل عدد من السجون من بين مجموع 989 سجينا مسجلين في البرنامج برنامج التاهيل والتكوين الذي ينتفع به اكثر من 4700 سجين بمختلف الوحدات السجنية. كما شهد التكريم الذي حصل خلاله المتوجون على جوائز مالية وحواسيب ولوحات رقمية وحقائب وادوات مدرسية ومعاجم وملابس الاحتفاء بالسجين المبدع بقفصة فاروق جلاب صاحب الديوان الشعري "خواطر سجين " وهي التجربة الابداعية الاولى من نوعها لقصائد من الزنزانة وخواطر من وحي التجربة السجنية تم طبعها بالتعاون مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بقفصة . واختتم اللقاء بالاطلاع على معرض لمنتوجات الورشات الفنية والحرفية بمختلف الوحدات السجنية والتعريف باهمية برنامج التاهيل والتكوين في تنمية وصقل مواهب السجناء وفي اعدادهم النفسي والاجتماعي للاندماج في المجتمع والتوقي من العود الى الجريمة.