- انطلقت صباح اليوم الجمعة أشغال تظاهرة "يوم للتنمية والاستثمار بجزيرة قرقنة" الذي تنظمه ولاية صفاقس التي تتواصل على مدى يومين متتالين بمشاركة وزراء التنمية المحلية والبيئة والشؤون الثقافية والشؤون الاجتماعية وسط تطلعات متجددة لأهالي الجزيرة وتوق لتحقيق انطلاقة تنموية حقيقية في عديد المجالات التنموية ولا سيما البنية الأساسية والفلاحة والصيد البحري والبيئة والتطهير والنقل والسياحة والصناعات التقليدية وغيرها. وتميزت هذه التظاهرة كذلك بمشاركة مكثفة لعديد المصالح الجهوية والمركزية وهياكل التنمية ومكونات المجتمع المدني في صفاقسوقرقنة تجسيما لمنهجية التفكير والعمل التشاركي الذي يؤسس لمقاربة واقعية وفيها ضمانات النجاعة والإنجاز وفق تعبير الرئيس المدير العام لشركة الخدمات والتنمية متعددة الاختصاصات بجزيرة قرقنة رضا السويسي الجهة المنظمة لمراسل وات بالجهة على هامش التظاهرة. وقال السويسي إن فلسفة التظاهرة هو التفكير الجماعي حول مستقبل التنمية في الجزيرة وليس للاستجابة إلى الحاجيات الآنية بما يساعد على وضع رؤية متوسّطة وبعيدة المدى لمعالجة قضايا التنمية في الجزيرة، مشيرا إلى إمكانية الانتهاء إلى تصور برنامج مندمج للتنمية تتقاطع فيها عديد الاختصاصات والمجالات الحيوية. واعتبر وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي أن هناك وعي عميق من الحكومة بقضايا التنمية في جزيرة قرقنة، مؤكدا أن وزير الفلاحة ووزيرة السياحة اللذين تخلفا عن الحضور اليوم سيزوران قرقنة في الفترة المقبلة للانكباب على مشاغل أبناء الجزيرة في هذين المجالين. وبيّن أهمية هذه التظاهرة في ابراز 3 أو 4 أولويات كبرى وأساسية للتنمية وليس كمناسبة لاستعراض الحاجيات وفق تعبيره، مستغربا من وجود منفذ بحري وحيد لجزيرة قرقنة ومشدّدا على ضرورة إيجاد منفذ بحري ثان بالإضافة إلى ميناء سيدي يوسف وضرورة استئناف أشغال مشروع مهبط الطائرات المتعطّل منذ سنة 2011. ودعا الطرابلسي كذلك إلى خلق امتيازات جبائية بعنوان الاستثمار في جزيرة قرقنة كإحدى الأولوية التنموية الهامة بالنسبة للجزيرة وغيرها من الجزر التونسية الأخرى. واعتبر وزير التنمية المحلية والبيئة رياض المؤخر أن الغاية من مثل هذه التظاهرات التنموية ليس إعادة نماذج مشاريع فاشلة أو مستهلكة لا تكون فيها جدوى ومردودية اقتصادية على غرار ما حصل في السابق. وأكّد أن الخصوصيات الجغرافية والاقتصادية والطبيعية بقرقنة تتيح فرص حقيقية للتنمية والمشاريع الناجحة على غرار السياحة الإيكولوجية التي تصنعها أنماط الصيد التقليدي بالجزيرة والتراث الثقافي اللامادي، معتبرا أن الاقتصاد التضامني والاجتماعي يمكن أن يكون من المجالات الواعدة في الجزيرة. وذكّر وزير التنمية المحلية والبيئة بمشروع حماية الشريط الساحلي المنجز بقرقنة بقيمة 11 مليون دينار ومشروع المحميات المحلية التي شرع فيها والتي يمكن أن تكون ذات أهمية بالغة بالنسبة للجزيرة وفق قوله، مشيرا أيضا إلى مشروع سينطلق قريبا ويتمثل في وضع منظومة تصرف في النفايات البلاستيكية. وأكد المؤخر استعداد وزارته لدعم بلدية قرقنة في مجال التصرّف في النفايات ومنها حماية واستغلال المصبّ المراقب للنفايات الذي ينبغي الشروع في استغلاله في أقرب وقت ممكن مع معالجة المشاكل العقارية وتشكيات المواطنين بشأن استغلاله. وجدّد استعداد الوزارة كذلك لمجابهة ومعالجة كل الإشكاليات البيئية الناتجة عن الأنشطة البيترولية والقيام بالإجراءات القانونية اللازمة ضد الجهات المسؤولة أيا كانت هذه الجهات بحسب تعبيره. من جهته شدد وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين على أهمية جزيرة قرقنة وما يمكن القيام به من مشاريع ومبادرات وأنشطة تشتغل على صورة قرقنة وحسن تسويقها كبوّابة رئيسية لانجاز أنشطة وصناعات إبداعية مختلفة. واعتبر أن الموروث الثقافي اللامادي والرصيد الفكري والنقابي من المقومات الهامة التي ينبغي توظيفها وتثمينها في صناعة المحتوى ومشاريع المبادرة الثقافية الخاصة في شتى أنواع الإبداع. وأشار إلى إمكانية احداث متحف للتراث المادي واللامادي في قرقنة يمكن أن تموله وزارة الثقافة وكذلك إمكانية تمويل مشاريع تثمين المخزون الثقافي مذكرا بمساهمة الوزارة في عديد المهرجانات والتظاهرات والمبادرات الثقافية على غرار موسم الثقافة الجزرية، ملاحظا أن المشاريع والمبادرات الصادرة عن الجزيرة والتي وصلت للوزارة عددها ضئيل ويمكن أن تتضاعف وتتطور نوعيا وعدديا أكثر فأكثر. واقترح وزير الشؤون الثقافية إمكانية إحداث مركب ثقافي متعدّد الاختصاصات تؤثثه العديد من الأنشطة المثمنة للمخزون التراثي المادي وغير المادي ومهنه ومجالاته ومنها المجال التقني والرقمي كمجال واعد ينتج صورة مميزة وحقيقية لجزيرة قرقنة وخصائصها الفريدة. وقال المعتمد الأول لولاية صفاقس عبد الباسط المنصري نيابة عن والي صفاقس أن الغاية هو الاتفاق على المبادئ الأساسية للتخطيط لمستقبل التنمية في الجزيرة ومعالجة قضاياها التنموية المختلفة. ويشتمل برنامج "يوم للتنمية والاستثماربجزيرة قرقنة" بالخصوص على ورشات عمل وزيارات ميدانية إلى عدد من المواقع والمنشآت التنموية تشفع بصياغة مجموعة من التوصيات والمشاريع المقترحة التي من شأنها تعطي دفعا لجزيرة قرقنة في عديد المجالات والقطاعات. وستشمل الزيارات الميدانية كلا من موقع المنطقة السياحية "سيدي فنخل" الذي تم إقراره قبل الثورة ولم يقع تنفيذه والمنطقة الأثرية "برج الحصار" وموقع مهبط طائرات ومينائي القراطن والعطايا والمنطقة السقوية في منطقة "الجوابر" وسبخة الملاحة في منطقة العباسية والمصب المراقب المعطل استغلاله منذ فترة طويلة.