- أجمع المشاركون في الدورة 22 للمنتدى الإقتصادي للمرأة على أهمية التمويل وتعزيز القدرات والنفاذ الى الأسواق كعناصر جوهرية وضرورية لضمان التمكين الإقتصادي للمرأة. وشددوا الأربعاء خلال احتضان تونس للمنتدى المنعقد تحت شعار"دور تونس كمحور ثقافي سياحي وتجاري لبلدان أوروبيا والشرق الاوسط وافريقيا: الإستثمار في المرأة ومن أجلها لتكريس النوع الاجتماعي" على أن تجارب سيدات الأعمال أظهرت أن النفاذ الى القروض البنكية يظل العائق الأساسي للراغبات في بعث المشاريع. كما اعتبروا أن عوامل النجاح لا تقتصر على التمويل فقط بل أيضا بدعم قدراتهن من أجل حسن تسيير المشروع الى جانب المراهنة على التكوين وامتلاك مهارات إضافية على غرار تعلم اللغات وحسن توظيف التكنولوجيات الحديثة قصد المساعدة على ترويج المنتوجات داخليا وخارجيا. وقالت وزيرة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن نزيهة العبيدي بالمناسبة أن تنظيم هذا المنتدى الذي يتواصل على مدى يومين يندرج في اطار تونس عاصمة للمرأة العربية وتهدف التظاهرة بالخصوص الى تدعيم الحوار وإرساء علاقات تبادل بين النساء في جميع المجالات و وضع أسس شبكات نسائية حول العالم من أجل خلق فرص استثمار وتدعيم تأثير المرأة في المجتمعات. وذكرت العبيدي بنجاج مشروع دفع المبادرة الاقتصادية النسائية "رائدة" الذي توفق الى اسناد ما يناهز 3000 مشروع لفائدة المنتفعات بهذا البرنامج على أن يصل عدد المشاريع 8000 مشروع موفى 2020 ولفتت الى أن تونس تصنف ضمن 19 دولة على مستوى العالم التي أصدرت قانونا شاملا للقضاء على العنف ضد المرأة والأولى عربيا وافريقيا ضمن قائمة الدول على مستوى مناهضة العنف ضد المرأة و المرتبة الأولى عربيا ضمن قائمة دول المنطقة الأكثر مساواة بين الرجال والنساء حسب مؤشر الفوارق بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في ديسمبر 2018 من جهتها أكدت مؤسسة ورئيسة رابطة سيدات الأعمال في العالم "اربين ارورا" أنه من المهم التواجد في تونس وتنظيم الدورة الثانية والعشرين للمنتدى الاقتصادي للمرأة الذي تنظمه رابطة سيدات الأعمال في العالم بحضور سيدات أعمال من حوالي عشرين دولة قدمن الى تونس للتعريف بتجربتهن في مجال الأعمال وبعث المؤسسات علاوة على تشبيك العلاقات مع سيدات الأعمال من تونس. ولفتت في هذا الصدد الى أن المنتدى يعد مناسبة لإبراز ثراء النسيج الإقتصادي التونسي ونجاح المؤسسات التي بعثتها سيدات الأعمال التونسيات للمشاركين في المنتدى مشددة على أهمية تشبيك العلاقات بين سيدات الأعمال التونسيات ونظيراتهن في العالم والإنفتاح على تجارب جديدة. وأعلنت من جهة أخرى أنه سيتم تقديم منح دراسية ل 30 فتاة تونسية من العائلات المعوزة بعنوان سنة 2019 لمواصلة دراستهن في 4 جامعات في الهند. وقالت مديرة منظمة "أندا" للعالم العربي أسماء بن حميدة أن تجربة المنظمة "ناجحة جدا" حسب تقديرها في مجال التمويل الصغير لافتة الى أن النساء التونسيات المتحصلات على القروض أثبتن جدارتهن ونحجن في بعث مشاريع صغيرة ناجحة مشيرة في جانب آخر الى نقص الدعم من الدولة. وأكدت المتحدثة على أن التجربة التونسية ولا سيما منظمة "أندا" أضحت مصدر استئناس من العديد من الدول الشقيقة والصديقة على غرار طلبات كل من ليبيا وبوركينا فاسو لعرض تجربة "أندا" في التمويل الصغير في هذه الدول مؤكدة في هذا الصدد على ضرورة ترسيخ التجربة في تونس أولا من خلال المراهنة على التربية والتكوين والتركيز على الجودة من أجل مزيد ترويج المنتوجات. من جهته لفت وزير التجارة عمر الباهي الى أن المرأة التونسية في مجال المال والأعمال استطاعت أن تحقق مرتبة متميزة حيث يفوق عدد سيدات الأعمال التونسيات 18 ألف امرأة 36 بالمائة منهن ينشطن في قطاع الصناعة و41 بالمائة في قطاع الخدمات و 22بالمائة في المجال التجاري. وشدد الباهي على أن الحديث عن دور المرأة في تونس لا يكتمل دون التطرق إلى المرأة الريفية باعتبارها أحد أهم دعائم الإقتصاد الوطني مشيرا في هذا الصدد الى أنه بغاية تطوير القدرات المهنية والحرفية للمرأة الريفية بادرت الحكومة بوضع خطة طموحة للنهوض بها و يكفل تحقيق الأهداف الوطنية المتعلقة بإدماج الفئات النسائية الريفية في التنمية وتقليص الفجوات على الصعيد الإجتماعي والإقتصادي. ولفت في هذا الصدد الى أنه يتم العمل حاليا على إعداد مشاريع قوانين من أجل مساعدة المرأة في الأوساط الريفية على التمكين الإقتصادي وإخراجهن من دائرة العمل الزراعي الهش.