بقلم / منجي باكير لاشكّ بأن الشهر الكريم ، شهر رمضان شهر اقترن بهالة من القدسيّة لما يحوز عليه من تعظيم في الشرع و عند المسلمين ، هو شهر القرآن و الرحمة و المغفرة و العتق من النّار ... اللهم اعتق رقابنا و رقاب والدينا و سائر الأمّة من النيران ، اللهم إنك عفوّ تحب العفو فاعف عنا ... قلت هو شهر اقترن بالسموّ الروحي عند المسلمين فتراهم يتسابقون في القُربات و الطاعات و العبادات بكل أشكالها ، و يتهافتون على فعل الخيرات و وصال القربات والتهجّد و القيام و الصدقات و إعانة الفقراء .... هو شهر يتخلّص فيه الانسان من نوازعه و شهواته لينضبط داخل التعاليم الشرعيّة و يزيد من طاقاته في السموّ بروحه للتقرّب الى الخالق سبحانه و تعالى .. في هذا الشهر ترى استقامة في السلوك و الأخلاق عند أكثر المسلمين و تنقص عندهم المشاحنات و ترقّ عواطفهم فتستقيم معاملاتهم و تمتاز باللين والأثرة و المسامحة و المُلاحظ يقينا أن الخير يكثر في هذا الشهر و تُفتح أبواب الرّزق فترى كل مكوّنات المجتمع تشترك في بحبوحة العيش الكريم ،،، هذا في رمضان ،،، لكن ماذا بعد رمضان ؟؟؟ هل سنستمرّ على ذات الوتيرة ،،، و هل سنبقى على نفس درجة التراحم ؟؟ هل سنبقى محافظين على الطاعات بنفس الحجم و بنفس الانضباط هل ستبقى أعناقنا معلّقة الى السماء و افئدتنا مليئة بالتوكل على الله و الخنوع لعظمة الله و مراعاة مراد الله ؟ هل ستبقى ارواحنا ترجو العفو و المغفرة و تحذر غضب الله لانتهاك محارمه ؟؟ أخيرا ، هل سنُبقي على جماليات سلوكاتنا مع من نتعايش معه و نراعي الله في في كلّ كبيرة و صغيرة نفعلها ؟؟ هل سنُصلح ما خَطيء من أفعالنا و نفيء إلى أمر الله ؟؟ أرجو أن ينصلح حالنا و نقويّ من أواصر القُربى و نحسّ بفقراءنا ونجعل العفو في معاملاتنا منهاجا ... أرجو أن نسعى إقامة حدود الله ابتداء من أنفسنا ثم في عوائلنا ثم في مجتمعاتنا و نواصل ما دأبنا عليه في شهر رمضان أرجو أن تمتلىء مساجدنا كماهي في رمضان و تعمر قلوبنا بالإيمان كما هي في رمضان ... اللهم اهد الأمّة و أنر سبيلنا و اجمعنا على كلمة سواء .