وات - يتولى فريق من الاطارات الطبية وشبه الطبية بالمخبر المرجعي بمستشفى شارل نيكول، اجراء تحاليل للعينات المشتبه باصابتها بوباء كورونا المستجد في تونس، في مكان يمثل "خط التماس الأول مع هذا العدو المجهول" في وتيرة من الضغط لكن وسط الالتزام بالروح الوطنية فريق متكامل يعمل على مدار الساعة بالمخبر ويضم في صفوفه أطباء وممرضين وتقنيين وعملة لانجاز تحاليل العينات المشتبه باصابتها حسب ما أفادت به الممرضة "سعاد السريدي" ( وات) مؤكدة أن تشديد التدابير الوقائية ضد الفيروس لفريق المخبر أدخل تغييرات على حياتهم الشخصية التي ينصرفون اليها بعد فترة عملهم. تتبع هذه الممرضة وزملاؤها بالفريق مسارا عالي للمراقبة المشددة توقيا من انتقال الفيروس من المخبر الذي يتواجد بأحد أهم المستشفيات بالعاصمة تونس. تغيرت حياة زميلتها التقنية السامية بالمخبر "سميرة مزودة" على نحو كامل حيث أضحى الالتزام بالكمامات التي تركت ندوبا بوجهها معوضة بذلك مساحيق التجميل أحد أوكد التراتيب خلال وقت الخروج الى الشارع من أجل الذهاب أو العودة من العمل حسب ما صرحت به ل(وات) مشيرة الى انه لم يعد بالامكان لها خلال الفترة الحالية عيادة والدتها المريضة أو زيارة أي من أقاربها. بمجرد دخول المنزل يتخلى أعوان المخبر عن لباسهم الواقي وكذلك يتجردون من كل خطر قد يحمل الفيروس سريع الانتقال وفق ما أفاد به عدد من العاملين بالمخبر المرجعي ويقاطعون التواصل حتى مع أقرب أفراد عائلاتهم هاجسهم في ذلك تأمين حياة محبيهم. وقالت "سميرة مزودة" "نحرص على تجنب العدوى وعلى عدم تسربها الينا كما أننا نعمل على أن لا تنتقل العدوى الى غيرنا من المواطنين" لافتة الى ان "العاملين بالمخبر يعيشون على وقع الضغط لكن شعورهم بالواجب الوطني يدفعهم الى بذل التضحيات في سبيل مكافحة وباء كورونا". وأضافت زميلتها سعاد السريدي "دخلنا للعمل في قطاع الصحة العمومية وجمعينا مؤمن بتقديم التضحيات وعدم ادخار أي جهد من اجل احتواء الفيروس معبرة عن أملها في ان تثمر مجهودات الاطارات الطبية وشبه الطبية النجاح في احتواء هذا المرض. ويتلقى المخبر المرجعي بمستشفى شارل نيكول العينات المشتبه باصابتها من كامل جهات البلاد والتي يتم أخذها من طرف فرق الاسعاف الطبي في اطار اجراءات المراقبة العالية في سيارات معدة للغرض لتوضع بالثلاجات بالمخبر ويجري لاحقا تحليلها للكشف عن نتائجها. وشهد هذا المخبر حسب السديري ارتفاعا منذ أسبوعين بعد الزيادة في عدد التحاليل للعينات المشتبه باصابتها يوميا مشيرة في المقابل الى أن دخول مخابر أخرى مؤخرا لتحليل العينات بكل من معهد باستور ومستشفيات الحبيب بورقيبة بصفاقس وفرحات حشاد بسوسة وفطومة بورقيبة بالمنستير مكن من استيعاب قسط هام من العينات لتحليلها. جدير بالتذكير أن النتائج الأولية للأبحاث التي أجراها المخبر المرجعي لفيروس كورونا بشارل نيكول لتحديد التركيبة الجينية حول جزء من العينيات الإيجابية المصابة بوباء كورونا المستجد قد كشفت أن "فيروس كورونا المنتشر في تونس له نفس الخصائص الجينية للفيروس المتواجد في الولاياتالمتحدةالأمريكية وهو ما اعتبره وزير الصحة عبد اللطيف المكي منجزا علميا بتونس".