حياة بن يادم محمد عبو، وزير الدولة لدى رئيس الحكومة المكلف بالوظيفة العمومية والحوكمة ومكافحة الفساد، وزارة طول الإسم و خسارة المضمون. حيث تحتوي على الدولة و الوظيفة و الحوكمة و الفساد و في الاخير "حلّ الصرة" تلقى التفتيف" و الجري وراء "الوزف" و ترك الطريق الصحيح الذي يوصل الى الحيتان الكبيرة. هذا ما أشرنا إليه في مقال سابق "عبو..وزير البونوات !!!". لم يتأخر عبو في أول اختبار له في ملف فساد "مكرون" من الوزن الثقيل حول صفقة الكمامات، عن تأكيد ما أشرنا إليه سابقا و أن محاربة الفساد بقيت شعارات و حبر على ورق. حيث أشار أن تقرير الهيئة العامة لمراقبة المصاريف العمومية لاحظت عديد الإخلالات في الصفقة المذكورة لقانون المنافسة. و أن ما حصل هو عدم احترام لبعض الإجراءات و التراتيب. و نفى في المقابل وجود فساد أو استفادة أطراف بعينها. نطق عبو فيما يخص صفقة الكمامات و يا ليته اكتفى بوضع كمامة على فمه لالتقطنا الرسالة و لا أجبرنا على الكتابة في الموضوع من جديد. الكارثة و أنه رجل قانون و يتلاعب بالمصطلحات و لا يسمي الأسماء بمسمياتها. حيث أن الاخلال هو نوع من الفساد المقنن. و التبرير الذي قدمه عبو يجعله شريك في الجريمة. في حين و ان المتهمين بالصفقة و هما وزير الصناعة و النائب بمجلس النواب يطلبان السماح. على ماذا يطلبان السماح إذا؟. الأولى بعبو بعد تصريحه أن يأمر الشعب التونسي بطلب السماح من الوزير و النائب المذكورين. و لا أدري هل سيوجه عبو وزير الوظيفة العمومية questionnaire لوزير الصناعة و النائب المذكور على تصريحاتهم الخاطئة؟ و هل سيصدر تعليماته لاصحاب القرار في الوزارات لاعتبار الاخلال و عدم احترام الاجراءات و التراتيب لا يدخل في باب الفساد؟. لم نفقد الثقة في الدولة من قبل لأننا اعتبرنا أن من يسودها هو الاشكال و ليس الدولة. و عندما افصحت صناديق الاقتراع عن إرادة الشعب التونسي ذات خريف 2019، استبشرنا خيرا، و استبشرنا أكثر عندما قرر حزب "مقاومة الفساد" المشاركة في الحكومة، آملين بأن يكون اداة فعالة في تنزيل شعاراته التي لطالما سامية زوجة وزير مكافحة الفساد الصاخبة سابقا الصامتة حاليا صدعت رؤوسنا به. لكن يتبين و انها حذلقة كلام و قلة أفعال و أن المناصب تقتل الذمم. مما أتاح الفرصة لعبير التعليق على جعجعة شعارات مقاومة الفساد. صحّة شريبتك يا سامية .. ردّيها على عبير ان استطعت.