وات - ناشدت وزيرة الشؤون الثقافية شيراز العتيري كل الفاعلين في القطاع الثقافي ونظرائها في البلدان العربية للتفكير مليا في الشأن الثقافي والبحث في معوقات تطويره، في ظل الأزمة الصحية العالمية وبعدها واعتبار تونس شريكا للحوار والتعاون الثنائي متعدد الأطراف. جاء ذلك خلال اجتماع افتراضي اليوم الاثنين 11 ماي، لوزيرة الشؤون الثقافية مع كلّ من الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور أحمد أبو الغيط، والمدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) الدكتور محمد ولد اعمر، والمدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) الدكتور سالم بن محمد المالك. وتم خلال هذا الاجتماع الافتراضي، الذي واكبه أيضا عدد من وزراء الثقافة الأعضاء في "الالكسو" و"الايسسكو" والمديرين العامين للمنظمات الدولية والاقليمية والعربية، التباحث حول إشكاليات الشأن الثقافي في الوطن العربي في ظل انتشار جائحة كورونا في العالم، وكذلك التعريف بالتجربة التونسية في مجابهة هذا الوباء. وفي كلمة ألقتها بالمناسبة، أكدت وزيرة الشؤون الثقافية أن الحكومة التونسية برئاسة إلياس الفخفاخ اعتمدت في وقت مبكر من شهر مارس، وفي إطار سياسة استباقية لمواجهة جائحة فيروس كورونا، تدابير صحية واقتصادية واجتماعية صارمة لتوفير الحد الأدنى من استقرار المواطنين التونسيين وعمل المؤسسات المالية. وأوضحت أن وزارة الشؤون الثقافية أوقفت أنشطة القطاع الثقافي والإبداعي والفني، إذ تم تأجيل وإلغاء أكثر من 700 عرض وإغلاق مئات الفضاءات العمومية والخاصة قبل أن يتم الإعلان عن بعث "حساب دفع الحياة الثقافية (FRC " (لتخفيف الانعكاسات السلبية لهذا الوباء على جميع الأطراف المساهمين في حيوية الحياة الثقافية التونسية من فنانين مستقلين وفنيين ومهنيين إلى جانب الشركات الصغرى والمتوسطة وعلى أصحاب الصناعات الثقافية والإبداعية بالإضافة إلى النسيج الجمعياتي". وذكّرت شيراز العتيري بأن "حساب دفع الحياة الثقافية" هو استجابة قطاعية وملموسة ستعمل على المدى القريب والمتوسط على مجابهة أزمة فيروس كورونا في مرحلة أولى من خلال إسناد مساعدات اقتصادية واجتماعية للأفراد والعاملين في المجال الثقافي لمدة ثلاثة أشهر ودعوتهم للانضمام إلى القطاع النظامي المقنن، وعلى دعم الفنانين والمبدعين والمثقفين ومصاحبة عدد من المؤسسات والمبادرات الثقافية وتمويلهم سعيا إلى إنعاش القطاع وإعادة هيكلتها بإرساء قواعد أكثر صلابة للحفاظ على النسيج الاقتصادي والاجتماعي وتطويره في مرحلة ثانية. وأشارت إلى أن وزارة الشؤون الثقافية عملت على مزيد التشجيع على الانتقال الرقمي ودعم الفاعلين الاقتصاديين والمهتمين بالقطاع الابداعي خلال فترة الحجر الصحي، كما شرعت في تعزيز التراث المادي واللامادي بمناسبة الاحتفال بشهر التراث من خلال عرض رقمي غير مسبوق. وأعلنت عن سعي وزارة الشؤون الثقافية إلى دعم تظاهرة "قابس سينما فن" أول مهرجان عربي عبر الانترنت عبر منصة Artify VOD ،بالإضافة إلى تنظيم مؤتمر عبر الانترنت حول حق المؤلف والصناعات الابداعية في سياق أزمة كورونا بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية. وشددت الوزيرة على أن أزمة فيروس كورونا العالمية هي فرصة جديدة لإعادة ترشيد ميزانية الوزارة وتخصيص جزء منها لعملية دفع الحياة الثقافية وتثمينها وتطوير مضامينها الإبداعية ومزيد إرساء مبادئ الحوكمة الرشيدة والعمل على إصلاح الإطار القانوني والتشريعي في ما يتعلق بالأساس بوضعية الفنانين وحقوق التأليف والتراث. وقالت إن هذه الأزمة فتحت المجال أكثر للشروع في الخطوات الأولى لتجسيد برنامج اللامركزية لضمان نفاذ الجميع ولتعزيز أطر التعاون مع مختلف الوزارات الأخرى في مسائل التعليم العالي والبحث العلمي والسياحة والتكنولوجيات الجديدة واللامركزية، وهو ما من شأنها أن يؤكد مساهمة القطاع الثقافي في التنمية الوطنية المستدامة.