أبو مازن حملتني شدّة اللغط على صندوق الكرم الى الإبحار على النات باحثا ما تفعل الدول الكبرى والمتقدمة والتي تتقد مدنية، ولعلها معلومة عند العام والخاص، بأموال الهبات والاوقاف أم تراه أمر لا يطيقونه بل يمنعونه ويحاربونه إعلاميا وقانونيا وان لزم الأمر دينيا. كنت شبه المتأكد أنّ حماة المدنية في تونس خير تلاميذ للمجتمع المدني الذي يسوس هاته الدول المتقدمة فهناك تلقوا مبادئ المدنية والتقدمية فعمّدوا وتقلدوا نياشين العولمة وحقوق الانسان والرفق بالحيوان لكن الواقع غير ذلك اذ جمع هؤلاء بين ليبرالية فاقت معلميهم وعدوانية أعرابية مكنونة في دواخلهم. ليتني ما ولجت الى النات فقد تهاطلت الأسماء والمسميات لصناديق الزكاة من أمريكا (Zakat Foundation of America ) الى بريطانيا (National Zakat Foundation - Zakat charity in the UK) وفرنسا (Zakat France) وألمانيا (Allgemeine Fragen zur Zakat) والهند (Zakat Foundation of India) وكندا (National Zakat Foundation Canada) وغيرها كثير ... كل هذه المؤسسات تعمل بصفة قانونية في اطار اجتماعي خيري وتمد أياديها لفقراء البلاد والمحتاجين في العالم بأسره. هذه مؤسسات تجوب العالم لتساعد في دحر الجوع ومحاربة الأوبئة مثلها كالجمعيات الخيرية المسيحية التبشيرية التي انتشرت في جل ربوع العالم ابان حقبة الاستعمار ولازالت الى اليوم. إذن ماذا يمثّل صندق الكرم (للزكاة) أمام هذا الكم الهائل من الأعمال الخيرية والوقفية التي تصنع عالم الخير والعمل التطوعي أم أنّ المسألة مسألة عناد وتصفية حسابات سياسية؟