كتبه / توفيق زعفوري.. البارولاتشا ، من الإيطالية و معناها الكلمة البذيئة ، و في إيطاليا هناك مطعم يقصده الإيطاليون ليس فقط للإستمتاع بلذائذ الأطباق، بل أيضا للإستمتاع بأصناف عديدة و متعددة و إشتقاقات من قاموس الكلام البذيء، فيستقبلك النادل بمفردات غاية في الإهانة و الإبتذال، و كله يدخل في إطار قانون اللعبة، فلا الحريف يقلق و لا النادل ينتهي.. و يستمر التندر في كل كلمة و في كل حركة ، ثم يعود الحريف إلى بيته فرحا مسرورا.. هكذا كان حالنا البارحة و نحن نتابع باستمرار و على امتداد ساعات طويلة مسلسل السب و الشتم و الإبتذال و الإنحطاط الأخلاقي حتى تحولت جنان باردو إلى ما يشبه زرائب تفوح منها روائح العفن.. من قال أنه سيرك عمار!!، من قال أن البارحة دخلنا موسوعة غينيس للأرقام القياسية ، بتسعة عشر ساعة من البث، المتواصل في نقاش بيزنطي، عقيم لا هم توصلوا إلى فائدة، و لا نحن نِمنا على أمل، كان المشهد سرياليا بأتم معنى الكلمة، و دراماتيكيا بإمتياز ، يصلح أن يتوّج بجائزة الأوسكار في السيناريو و الإخراج، و هو كما يصفه الديمقراطيون جدا، شكل من أشكال الصراع الداخلي، و هو أفضل من التراشق بالرصاص في الخارج، و نحن نقول أن لا خير في كليهما، فالديمقراطية و الحرية، كانا بمثابة الحمل الكاذب، لسنوات من المخاض الثوري و لازلنا لم نتوصل بعد إلى التوليفة الديمقراطية التونسية الخالصة ذات الماركة المسجلة، في محيطها المغاربي و الإقليمي و العربي عموما.. جلسة البارحة سبقها من التجييش و الشحن الشيء الكثير، و سبقها أقصر إعتصام في التاريخ و تخللها من المزايدات و المزادات، و الإلتفاف و المناكفات الكثير الكثير، ثم خرجنا بعدها بخفي حنين، كان عنوانها المساءلة، و سحب الثقة و انتهت إلى نقاش الدبلوماسية السياسية، فسبحان الله... ما ننتظر من برلمان لم يعد يطيقه أحد و هو عبارة عن واجهة بارولاتشيا.؟؟ ..