- طارق عمراني - نشر موقع ميدل إيست البريطاني تقريرا تحت عنوان Coups, fake footage and proxy parties: What is the UAE doing in Tunisia? لفيروز صلاح المحللة السياسية في المختصة في الشأن الشرق الأوسطي حول محاولات الإمارات المتواصلة لإنهاء التجربة الديمقراطية في تونس خاصة بعد خسائر وكيلها في ليبيا المشير المتقاعد خليفة حفتر. و أشار التقرير إلى الإضطرابات السياسية التي عرفتها تونس مؤخرا بسبب الإنتقادات الموجهة لرئيس البرلمان راشد الغنوشي بعد إتصال هاتفي مع رئيس حكومة الوفاق في ليبيا فايز السراج هنأه فيها بإسترجاع قاعدة الوطية الإستراتيجية على تخوم طرابلس ،حيث تتلخص الإتهامات الموجهة للغنوشي في التدخل في الديبلوماسية التونسية التي تعتبر من صلاحيات رئاسة الجمهورية و ضرب مبدأ الحياد التاريخي المعروف عن سياسة تونس إقليميا . و اضافت الكاتبة بأن الإمارات حاولت التعتيم عن خسائرها في ليبيا بشن حملة ضد راشد الغنوشي الذي تعتبره أحد رموز الإسلام السياسي في العالم العربي خاصة بعد توليه لمنصب رئاسة البرلمان في مهد الثورات العربية و ما يحمله ذلك من رمزية . و استدل التقرير بالعودة إلى أحداث الأحد الفارط في تونس حيث أوقفت قوات الامن لمظاهرة نظّمتها مجموعة تقدم نفسها على أنها "جبهة انقاذ تونسية " تطالب بحل البرلمان و تشكيل حكومة مصغّرة لتصريف الأعمال ثم الذهاب نحو تشريعيات سابقة لأوانها و بحسب عديد المواقع الإخبارية فإن هذه المجموعة تقود عملياتها من خلال صفحة على موقع الفايسبوك تحمل إسم "حراك الإخشيدي" تدار من دولة الإمارات العربية و هو ما يثير شكوكا جدية حول تدخل أبوظبي في الشأن الداخلي التونسي . و في سياق متصل إستند التقرير البريطاني إلى مقال نشرته صحيفة الوطن الجزائرية الناطقة بالفرنسية تحدث نقلا عن مصادر اعلامية شرق أوسطية حول إفشال المخابرات التركية لمحاولة انقلابية في تونس بتنسيق إماراتي عبر شيطنة حركة النهضة المحسوبة على تيار الإسلام السياسي ثم تنصيب حاكم يدين بالولاء لأبو ظبي و ينفذ أجنداتها في المنطقة على شاكلة الجنرال السيسي في مصر . و في تصريح لموقع ميدل ايست آي قال الباحث في شؤون الشرق الاوسط بجامعة بروكسال ،سيباستيان بوسوا "إن هذا يشبه إلى حد كبير مؤامرة الإنقلاب على الطريقة الإماراتية " مضيفا "لقد أصبحت تونس مفتاحا في خطتهم لترسيخ الحكم السلطوي أو الحفاظ عليه في كل المنطقة خاصة بعد خسارة حفتر " و في نفس السياق قال رفيق عبد السلام القيادي في حركة النهضة و وزير الخارجية الأسبق بأن هناك إرتباطا عضويا و منطقيا بين النظام القديم و اليسار فهذه الجماعات اليسارية تعتبر بأنها مرتبطة بالقومية العربية التي يمثلها بشار الأسد في سوريا " و عاد التقرير على تصريحات سيباستيان بوسوا الذي أكد أن الإمارات حاولت مرارا عرقلة المسار الديمقراطي التونسي بمراهنتها على الراحل الباجي قايد السبسي زعيم حركة نداء تونس الليبرالية سنة 2013 ،لكنها شعرت بخيبة أمل بعد تحالفه مع حركة النهضة الإسلامية سنة 2014 و لم يغفر له اولاد زايد تلك "الخطيئة" أبدا و هو ما تجسد في فتور العلاقات بين أبوظبي و تونس خلال فترة رئاسته " لتنطلق متذ ذلك الحين رحلة البحث عن البديل حيث تدعم الإمارات اليوم الحزب الدستوري الحر و هو حزب يميني متطرف يعرف نفسه بأنه وريث حزب التجمع الديمقراطي المنحل ،و تتزعم عبير موسي هذا الحزب و كتلته النيابية في البرلمان ب 17 نائبا ،فموسي تعتبر اليوم النموذج "السلطوي " المحبذ للعقيدة الإماراتية المناوئة للإسلاميين و هو ما يفسر الترويج الإعلامي المكثف لرئيسة الدستوري الحر من قبل الأذرع الإعلامية الخليجية علاوة على تمويل عدد كبير من وسائل الإعلام التونسية لذات الغرض. و استدرك التقرير بالإشارة إلى انه في مقابل هذا الدعم الإعلامي الإماراتي لموسي فقد كثفت أبوظبي من وتيرة شحنها الدعائي لإستهداف راشد الغنوشي رئيس البرلمان و زعيم حركة النهضة عبر حملة ممنهجة بنشر أخبار متزامنة و مخادعة حول الإستثراء غير المشروع منذ عودته لتونس سنة 2011 ثم دفع الحزب الدستوري الحر لتقديم لائحة برلمانية تسائله حول "المكالمة الهاتفية التي جمعته برئيس حكومة الوفاق فايز السراج" في جلسة صاخبة بثتها القنوات التلفزية الخليجية في حركة غير مسبوقة و تسويقها بشكل مضلل .