وات - "لم يكن حصولي على الجائزة الأولى في مسابقة الشعر العالمية باللغة الفرنسية التي نظمها المعهد العالمي لفن الشباب (مركز اليونسكو) مفاجأة بالنسبة إلي أو من قبيل الصدفة، بل هو ثمرة عمل متواصل لولعي بالشعر والأدب عموما"، بهذه الكلمات عبّر نذير قادري عن اهتمامه العميق بالشعر والأدب وعن سعادته بهذا التتويج الذي أهداه لتونس وللعائلة. يقول نذير، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات)، إن ترشحه لنيل هذه الجائزة كان نابعا من الإيمان بقدراته الإبداعية، رغم المنافسة القوية من المشاركين الأجانب، مضيفا أن تونس تزخر بالمبدعين والشعراء، ولا بدّ من دعمهم والإحاطة بهم. وعن قصيدته التي نال بها هذه الجائزة، أفاد الشاعر الشاب أن عنوانها "Des mots pour notre terre" (كلمات من أجل الأرض) وهي تضم 30 بيتا نظّمها نذير تكريما للأرض وللطبيعة، بعد الحرائق الهائلة التي اندلعت في غابات أستراليا موفى العام الماضي، وأتت على أكثر من 10 ملايين هكتارا، وخلفت خسائر كبرى في عالم الحيوان منها بالخصوص البرمائيات واللافقريات. ولذلك جاءت القصيدة على شكل حوار بين الحيوانات، وقد منحها الشاعر مساحة للتعبير عن مواقفها مما يجري على كوكب الأرض، ناقلا حقها في التعبير والاحتجاج على السلوك العدائي للإنسان تجاه الطبيعة وتجاه الأرض بما هي إرث مشترك يحق للحيوان العيش فيه بسلام. وفي معرض حديثه ل (وات) عن تجربته الأدبية، أفاد نذير إن شغفه بفن الشعر والكتابة اكتشفه في ذاته وهو في سن الحادية عشرة، إذ ظهرت عليه علامات التميّز في المواد الأدبية باللغة العربية أو الفرنسية، الأمر الذي دفعه إلى اختيار شعبة الآداب في المرحلة الثانوية، ثم الالتحاق بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس (9 أفريل)، وهو حاليا بصدد إعداد رسالة ماجستير بحث اختصاص فرنسية حديثة. وشارك في مسابقات أدبية وشعرية أخرى، إذ تحصل سنتيْ 2015 و2016 على الجائزة الأولى للمهرجان الوطني للأدباء الشبان بقليبية، وكذلك الجائزة الأولى لمسابقة ديوان الخدمات الجامعية في الشعر سنة 2019، بالإضافة إلى حصوله خلال السنة نفسها على الجائزة الثانية لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس في الكتابة الإبداعية. ويملك هذا الشاب في رصيده حوالي 20 قصيدا باللغة الفرنسية في محاور مختلفة، فضلا عن رصيده من القصص القصيرة، وهو يعتزم التفرغ لنشرها، بعد إنهاء رسالة الماجستير. وينحدر نذير قادري من منطقة بلطة بوعوان بولاية جندوبة، وينتمي إلى عائلة متوسطة الدخل. وقد توجه عبر وكالة تونس إفريقيا للأنباء إلى الجهات المختصة لإحداث مرافق ثقافية بمنطقته، على غرار إحداث مكتبة عمومية ودار ثقافة لتكون حضنا للمبدعين في المنطقة.