أعربت اللجنة الوطنية الأولمبية التونسية برئاسة محرز بوصيان مساء الأحد عن استيائها من الوضع المتردي لكرة القدم التونسية وتوتر العلاقة بين جامعة كرة القدم وفريق هلال الشابة. وكانت الجامعة التونسية لكرة القدم قررت تجميد نشاط فريق هلال الشابة الموسم المقبل "على خلفية خروقات قانونية" وهو ما اثار احتجاجات في مدينة الشابة حيث رفعت الجماهير شعارات ضد رئيس الجامعة وديع الجريء. وأصدرت اللجنة الأولمبية امس بيانا قالت إنه "يأتي انطلاقا من حرصها الشديد على حماية وتكريس ما أؤتمنت عليه من قيم ومثل أولمبية وعلى إثر التطورات الخطيرة التي تشهدها الساحة الرياضية مما يحول دون الرياضة وأداء وظيفتها الطبيعية كرافد من روافد التحابب والتآخي والتنمية والسلم ... " . كما عبرت اللجنة في بيانها عن "استيائها مما وصلته أوضاع رياضة كرة القدم من تشنج وتوتر وعنف على إثر قرار الجامعة التونسية لكرة القدم حرمان جمعية الهلال الرياضي الشابي من ممارسة حقها في النشاط الرياضي .. الذي يكفله دستور البلاد والميثاق الأولمبي والقوانين الدولية والوطنية " معبرة بالمناسبة عن اسفها " لتردي العلاقات بين الجامعة المذكورة ومنظوريها والذي كان بالإمكان تجنبه باعتماد قواعد الحوكمة الرشيدة والعدالة والشفافية التي تفرض اللجنة الدولية الأولمبية والاتحادات الرياضية الدولية احترامها من قبل الجامعات الرياضية في تسييرها للمرفق العام للرياضة " . ودعت اللجنة في السياق ذاته جامعة كرة القدم إلى "مراجعة قرارها باتجاه التشجيع على مضاعفة النشاط الرياضي مثلما يقتضيه دورها الطبيعي حسب الدستور والقوانين الدولية والوطنية وليس تجميد نشاط جمعية رياضية عريقة قائمة بصفة قانونية أو أحد فروع الاختصاص بها " داعية الجامعة " إلى معاملة كافة منظوريها على قدم المساواة دون حيف أو تمييز ". واهابت اللجنة الاولمبية التونسية بجميع السلطات المركزية والجهوية "تحمل مسؤوليتها كاملة في تهدئة الأوضاع والمحافظة على الأمن العام والسلم الاجتماعي واتخاذ القرارات اللازمة حفاظا على المرفق العام للرياضة حتى يؤدي دوره الطبيعي بعيدا عن الأحقاد والهرسلة والتجبر". ويشار الى ان المكتب الجامعي لكرة القدم كان قد قرر يوم 17 اكتوبر تعليق نشاط جمعية هلال الشابة ومنعها من المشاركة في المسابقات التي تنظمها الجامعة التونسية لكرة القدم وهياكلها بالنسبة للموسم الرياضي 2020-2021 وقالت الجامعة ان القرار اتخذ "عملا بمقتضيات الفصول 25 و 29 و 31 من القوانين العامة للجامعة التونسية لكرة القدم وبعد معاينة عدم اكتمال ملف انخراط جمعية الهلال الرياضي الشابي رغم مراسلة النادي و تذكيره في العديد من المرات " . وعلى خلفية قرار تجميد نشاط فريق هلال الشابة قدم المجلس البلدي بمعتمدية الشابة يوم امس استقالة جماعية "نصرة لفريق الهلال الرياضي الشابي" . وشهدت الشابة امس الأحد حسب مراسل "وات" تعليقا لنشاط السوق الأسبوعية وسوق السمك والمحلات فيما نزل الأهالي إلى الشوارع رافعين لافتات تنتقد "القرار الجائر ضد جمعيتهم الرياضية". ونقل المشاركون في يوم الغضب لوكالة "وات" احساسهم "بالظلم" واصفين قرار الجامعة "بالحيف الكبير ضد جمعية باتت المتنفس الوحيد للمنطقة في ظل غياب كل دعائم التنمية". ووجه المحتجون رسائل إلى كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والبرلمان "للتدخل وإنصاف الهلال الشابي وسحب القرار" الذي يعتبرونه "أحادي ولا يتميز بالشفافية ". كما أصدر الاتحاد الجهوي للشغل بالمهدية، من جانبه، بيان مساندة لفائدة الجمعية وأهالي الشابة ضمن فيه عبارات تصور "مدى الحيف الذي تعرض له فريق الهلال". وخاضت المنطقة، ليلة البارحة، احتجاجات عمت شوارع الشابة وشهدت حرقا للعجلات المطاطية ومسيرة رفعت لافتات تنديدا بقرار الجامعة.
