لدى استقباله المنفي.. سعيد يؤكد ان الوضع الليبي شأن داخلي خالص    ماكرون.. مكان لقاء بوتين مع زيلينسكي سيحدد خلال ساعات    ترامب.. اجتماع البيت الأبيض كان مثمرا للغاية وبدأت ترتيبات عقد اجتماع بين بوتين وزيلينسكي    صفاقس : اعتداء على طبيب داخل المستشفى ..والأطباء الشبان يستنكرون    قربة: في انقلاب حافلة خاصة بالعملة: وفاة عاملة وإصابة 20 آخرين    في مهرجان قرطاج: «ثلاثون» يعيد الحياة لإرث فاضل الجزيري    تاريخ الخيانات السياسية (50).. حبس الخليفة المستكفي حتى وفاته    نيابة عن رئيس الجمهورية ..رئيسة الحكومة تُشارك في مؤتمر «تيكاد 9»    عاجل/ القبض على مسافر تهجّم على سائق مترو    تقصير وسوء تصرّف: وزارة الرياضة تقرّر حل هذا المكتب الجامعي.. #خبر_عاجل    أسعار الزقوقو    وزارة الصناعة تنتدب    توقع تراجع أسعار الحلويات    أخبار الحكومة    إنجاز علمي رائد يعيد لمريض سكري قدرته على إنتاج الأنسولين    عاجل : صدور النتائج الأولية للطلبة التونسيين المعنيين بالدراسة بالجامعات المغربية و الجزائرية    المنفي وسعيّد يؤكدان من قرطاج دعم الاستقرار في ليبيا والتعاون الثنائي ونصرة فلسطين    وزير الفلاحة يؤكد توفر الحبوب الممتازة ويدعو الى معالجة الملفات القطاعية    الليلة: سماء صافية والحرارة تتراوح بين 23 و32 درجة    عاجل/ "حماس" ترُد على المقترح الجديد لوقف الحرب في غزة    توزر: مرور المترشحين حمزة بضيافي وسفيان شرف الدين إلى الدور الثاني من الانتخابات التشريعية الجزئية بدائرة دقاش حامة الجريد تمغزة    اتحاد بن قردان يعزز صفوفه بمتوسط الميدان عبد الله العامري    الميزان التجاري الغذائي يسجل فائضا خلال الأشهر السبعة الأولى من 2025    بداية من هذا التاريخ: كلغ العلوش ب 38.900 دينار    النادي الإفريقي: المسماري جاهز للعكارة .. وتحديد موعد عودة حسن رمضان للمجموعة    من اجل الاستيلاء على أموال الحرفاء: هذا ما تقرّر ضد موظفتين ببنك عمومي..#خبر_عاجل    عاجل/ إنهيار جدار بحضيرة بناء ووفاة احد العمال    مأساة أثناء الصيانة: ''الستاغ'' توضّح أسباب وفاة عونها    مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية يفتح باب الترشحات يوم 20 أوت للمشاركة في دورته الخامسة عشرة المهداة إلى روح المخرج يوسف شاهين    بعد سلسلة من العروض الموسيقية الراقية: مهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية يودع جمهور الدورة 38    يهم أحباء هذا الفريق: انسحاب المدرب…    وزارة الدفاع الوطني: هذا موعد انطلاق الحصّة الثالثة للتجنيد    الإتحاد المنستيري: الإدارة تعلن مغادرة نجمي الفريق في المركاتو الحالي    تبلغ قيمتها 360 ألف دينار: قاصر يسرق مجوهرات وهواتف جوالة من مركز تدليك..    أسعار البيض تتراجع: 4 بيضات لا تتجاوز 1200 مليم    زلزال بقوة 5.6 درجات يضرب هذه المنطقة..#خبر_عاجل    نواب يقترحوا ''الحصة الواحدة'': 5 ساعات قراية باش يخففوا الضغط على التلاميذ ويحسنوا الحياة المدرسية    عرض "رقوج " ... تجربة فنية إبداعية من صنف الكوميديا الموسيقية تبهر جمهور مهرجان صفاقس الدولي    اعادة انتخاب رياض بالحاج رئيسا للجامعة التونسية للووشو كونغ فو    الأفروباسكيت "أنغولا 2025": المنتخب الوطني يخوض غدا ملحق الصعود الى ربع النهائي    زلزال شمال الجزائر لم يُشعر به التونسيون    تونس: تحذير من تركيب الأظافر    صيف وضيف...الفنّانة التشكيليّة الشابة غادة عسكري (حمام الأنف).. .. رؤى الحداثية لإبراز التّراث العربي الإسلامي    توم كروز يحرج ترامب!    استشهاد 3 فلسطينيين واصابة آخرين من منتظري المساعدات..#خبر_عاجل    الف مبروك: علاء عباسي (باكالوريا تقنية) اهدى نجاحي الى روح والدي    خبير اقتصادي: النمو الاقتصادي في تونس.. أرقام على الورق ومعاناة في الواقع    5 مخاطر غير متوقعة لتناول البروتين بكثرة    المنتخب الأسترالي يفوز بكأس آسيا لكرة السلة للمرة الثالثة تواليا    حكايات وحِكم.. يجود علينا الخيّرون بمالهم.. ونحن بمال الخيّرين نجود    تاريخ الخيانات السياسية (49)...توزون يفقأ عيني الخليفة المتّقي    'فيلم رعب' بأحد أسواق مصر.. اشتباكات مسلحة ورصاص كالمطر    وصول الفنانة الإماراتية أحلام إلى تونس    أنغام لا تزال تعاني.. تطورات جديدة في حالتها الصحية    مخبر النسيج بمعهد الدراسات التكنولوجية بقصر هلال يقوم بتسجيل 40 براءة اختراع 3 منها خلال السنة الجارية (مديرة المخبر)    تيمور تيمور غرق وهو ينقذ ولدو... وفاة صادمة للفنان المصري    عاجل : فلكيا...موعد عطلة المولد النبوي الشريف 2025 للقطاعين العام و الخاص    هام/ عطلة بيوم بمناسبة المولد النبوي الشريف..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لقد ضحكت عليك نخب العار يا ريّس..!
نشر في باب نات يوم 03 - 01 - 2021


نصرالدين السويلمي
انقلب الموقف المصري من شرعيّة طرابلس بشكل كبير لعدّة أسباب لعلّ أبرزها الاستعمال المهين لمصر من قبل محمّد بن زايد وذهابه بعيدا في ابتزاز السيسي على خلفيّة تمويل انقلابه العسكري على الشرعيّة وعلى ثورة 25 يناير.
بسرعة عبّر النظام العسكري عن رغبته في مدّ جسور الحوار ثمّ انتقل إلى الفعل فزار ليبيا ثمّ اتفق مع الطرف الليبي على خطوات عمليّة، ثمّ ها هو رئيس مجلس إدارة إتحاد غرف التجارة والصناعة الليبيّة محمّد الرعيض يستعدّ لمغادرة طرابلس ضمن وفد من رجال الأعمال الليبيّين تجاه القاهرة لبحث سبل تعزيز التعاون التجاري والاستثماري مع الجانب المصري في مختلف القطاعات. ومن المرتقب أن تفتح هذه الزيارة الأبواب على مصراعيها أمام تدفّق السلع المصريّة واليد العاملة المختصّة والشركات المصريّة التي بدأت تنسّق مع الأخرى التركيّة للحصول على حصّتها من إعادة الإعمار. قبل ذلك كان محمّد الرعيض سافر ضمن وفد ليبي إلى روما لعقد إتفاقيّات وتفاهمات وحثّ الجانب الإيطالي على العودة إلى السوق الليبيّة.
يعبر رجل الأعمال والملياردير الليبي محمّد الرعيض رئيس مجلس إدارة إتحاد غرف التجارة والصناعة الليبيّة من أصدقاء تونس ولديه استثمارات في بلادنا. وسبق للرعيض وأكّد أنّ التبادل التجاري بين تونس وليبيا ينهار حيث تراجع إلى النصف، وقال أنّ "معظم رجال الأعمال الليبيّين لجؤوا إلى أسواق أخرى مثل تركيا بدلا عن السوق التونسيّة".
تتحرّك طرابلس تجاه إيطاليا التي دعمت الشرعيّة ووقفت مع الخطوات التركيّة في ليبيا وغطّت عليها داخل الإتحاد الأوروبي، ثمّ ها هي طرابلس تستجيب لأوّل مبادرة مصريّة وتشرّع الأبواب! بينما حاولت قوى الخراب في تونس ولسنوات عرقلة أي علاقة جديّة مع شرعيّة طرابلس، ودأبت على مهاجمتها ووصفها بالإرهاب ومدّت جسور التواصل مع اللواء المتمرّد خليفة حفتر، ثمّ زاد الطين بلّة قدوم قيس سعيّد الذي انحاز إلى الموقف الفرنسي وأطلق تصريحات من باريس المعادية المتحالفة مع حفتر أثارت الأشقّاء خاصّة حين لمّح إلى نهاية شرعيّتهم وطالب القبائل بكتابة دستور ليبيا.
علينا أن نتذكّر أنّ سلطة طرابلس كانت صديقة ومقرّبة من مكوّنات الترويكا ثمّ شكّلت علاقات فريدة مع الحزب الأوّل في البلاد "النّهضة" وكانت تحثّ تونس على حسم موقفها المتذبذب المتردّد واقتحام السوق الليبيّة، وكانت مستعدّة للتعاطي مع تونس قبل العالم بأسره، وذلك موثقا بتصريحات من كبار مسؤولي طرابلس، لكن النخب ومراكز القوى الموصولة بالإمارات وبالتالي بحفتر أقعدت الموقف التونسي وكبّلته، ثمّ ختمها سعيّد .. كانت النخبة التونسيّة تبحث عن عسكرة المشهد على غرار مصر، فتركهم عسكر مصر وانغمس في الكعك الليبي من بوّابة طرابلس، ثمّ واصل قيس سعيّد بحثه عن طريق وسط بين الدولة والميليشيا، بينما حذّرته بطانته من طرابلس كما حذّرته من أنقرة كما طالبته بالتفحيج بين دوحة الاستثمارات والمساعدات وأبو ظبي المؤامرات، ولعلّ صفعة محمّد بن زايد له عادت على تونس بالخير الوفير حيث دفعت بقيس إلى قطر فعاد بما لم تدفع ولن تدفع عشره دول الحصار.
كلّ هذا سبق لأحرار سبعطاش ديسمبر وقالوه واضحا جليّا، ثمّ ها أنتم تقفون عليه لكن بعد تزاحم الخطاب على باب طرابلس، بعد أن زحفت الدول للفوز بقطعة من الكعك الليبي الشهي، لقد خذلتم تونس وعاندتم واستكبرتم ثمّ ها هي الحقيقة تسطعكم، لم تسمعوا ونظرتم ثم عبستم وادبرتم واستكبرتم.. إذا اسمعونا الآن في في غيره لعلّكم ترشدون، اسمعوا وعوا: لا تحتاج تونس إلى حوار وطني، تحتاج فقط إلى التوقّف عن طاعون الإضرابات وأن يسحب الإتحاد ميليشياته من المؤسّسات العموميّة وأن تهتم القوى السياسيّة بالصناديق كفيصل وحيد وتجرّم من يلوي عنقه إلى غيره من الخيارات، وأن نعمل جميعا على تثبيت الانتقال الديمقراطي بأدوات ديمقراطيّة ووفق دستور البلاد.. انسوا العسكر والدبّابات والتصعيد الثوري، انسوا التترس بالبؤر النقابية وبتركة عبد الوهاب عبد الله انسوا المنابر الخبيثة التي نبتت في قاع جحيم الحقبة النوفمبرية.. ثوبوا إلى وطنكم، انسوا الدولة الموازية والحكومة الموازية.. اعقلوا قبل أن نخسر تونس كما خسرنا السوق الليبيّة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.