كتبه / توفيق زعفوري.. نحن نحب سياسيينا حُبًّا جمًّا، و نهتف بأسمائهم صباحا، مساء و يوما الأحد، نحبهم لدرجة أننا نقبّل الأيدي زمن الوباء و العدوى ، حتى أننا بجلناهم لتلقي اللقاح قبلنا و ما كانوا ليفعلوا لولا أن هداهم الشعب الكريم إلى ذلك.. كيف يجوز أن نسبق الحاكم و الآمر الناهي، و الحاكم بأمره، متى تقدمت الرعية على الحاكم أو كانت في صدارة اهتمامه!!؟؟. لا يا سيدي، نحن لا نشرب قبل أن تشرب، و لا نأكل قبل أن تأكل و لا تلقيح قبل أن تلقحوا كيف نفعل و كيف نجرؤ و أنتم المدبر و المبجل و القائم القيوم على الشؤون، و ما بعدها.. في بلاد المشرق، غضب الملك من مجون وزرائه فامر بطردهم و استباح وظيفتهم و مكانتهم لأنهم أقاموا محفلا و عويلا على خلاف الجغرافيا و العرف المسموح به.. في بلاد الغرب، ما يجرؤ ملك أو ملكة أو حتى صانع اللقاح نفسه أن يأخذه قبل غيره، ذاك في شرعهم و شريعتهم حرام، و في شرعنا و شريعتنا حلال محلل مبجل يا سيدي الحاكم، أنت تحيا و نحن نموت، نموت و يحيا الوطن.. نحن فعلا ننتمي إلى كوكب آخر خارج مجرة درب التوانسة، لنا تقاليدنا الفضائية و أعرافنا الهلامية و متقدمون آلاف السنين الضوئية مما تعدون عن باقي الكواكب و باقي الأجرام و باقي الأفضية الكونية.. كله ماركة مسجلة باسم التوانسة لا ينازعنا فيه أحد في الكون نُأتي بما لا يأتيه الأوّلون.. لا القرطاجيين و لا حمورابي و لا من سبقه يقدر أن يهندس القوانين و الضوابط مثلنا، و لا حتى التنظيم السياسي الهرمي.. نحن بدعة الكون و كل غريبة فيه هي من صنع التوانسة و مسجلة في دفاتر الملكية الشعبية باسمهم، و آخرها اللقاح المتاح لأهل المفتاح.. و السلام عليكم يوم تُلقحون و يوم تبعثون بلا تلقيح..