- طارق عمراني - نشر موقع مجلة jeune afrique الفرنسية تقريرا تحت عنوان ?Tunisie : Abir Moussi, alliée objective des islamistes للصحفية فريدة الدهماني تحدثت فيه عن التطورات السياسية في تونس و خاصة التصعيد الذي تمارسه رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي . و تساءلت الصحفية عما إذا كانت موسي الخصم الاول للإسلاميين في تونس قادرة على النجاح في معركتها ... و شبّه التقرير عبير موسي بالقديسة الفرنسية جان دارك التي ادعت الالوهية و انتهجت دربا راديكاليا دمويا ضد خصومها غير ان موسي تدافع عن نفسها فقط ،حيث جعلت حركة النهضة و إئتلاف الكرامة هدفا وحيدا لكل معاركها و هي بذلك تحصد النقاط بشكل كاسح سياسيا و شعبيا ،لكن غلوّها يهدد نجاحها مستقبلا خاصة أن العديد ممن الذين ساندوها سابقا اظهروا نوعا من التململ مؤخرا ،غير أن ذلك لا يثير اهتمام رئيسة الدستوري الحر التي تعتقد بشكل وثوقي كبير في نجاحها. و أشارت المجلة الفرنسية إلى نوايا التصويت الاخيرة حسب مؤسسة سيغما كونساي و التي تعطي موسي و حزبها صدارة نوايا التصويت في التشريعية ب43% و هو ما يمكنّها من ترؤس الحكومة، لكن ذلك لا يشبع شبقها السلطوي حيث تهدف الى التدارك في الرئاسية اذ تحلّ ثانية ب13% من نوايا التصويت بفارق واسع عن رئيس الجمهورية الحالي قيس سعيد ب53% ،و بالرغم من أن الاستحقاقات الانتخابية من المفترض ان تكون سنة 2024 فإن ذلك لا يمنع موسي من لعب كل أوراقها في الوقت الراهن لجلب الانتباه و احتلال كل دوائر الضوء الممكنة . و اضاف التقرير بأن رئيسة الدستوري الحر ذات الخطاب النوستالجي كسبت تأييد الطيف الدستوري و كذلك جزءا من الديمقراطيين الذين يشاركونها عداء الإسلاميين . و تساءل المقال عمّا اذا كان هذا كافيا لنجاح مستقبلي لموسي و حزبها مع تزايد الانتقادات لها على خلفية الاستعراض المبالغ فيه الذي تبثه مباشرة على موقع الفايسبوك . و اعتبر التقرير أن عبير موسي التي تتحرك بحراسة امنية مشددة أثارت مخاوف و توجسات خصومها من الاسلاميين الذين اعربوا عن مخاوفهم من تصفيتها جسديا و هو ما يمكن أن يجعلهم يخسرون معركتهم السياسية فحركة النهضة التي خسرت مليون صوتا منذ انتخابات 2011 تستفيد بشكل مباشر من الاستقطاب الثنائي بتوحيد صفوفهم الداخلية و دفن خلافاتهم مع استحضار موسي للخطاب الهووي بشكل اقصائي . و اضافت المجلة الفرنسية الى أن مبالغة عبير موسي و افراطها في العرض الفلكلوري داخل المجلس النيابي بشكل هيستيري جعلها في مرمى سهام كل الكتل البرلمانية بسبب تعطيلها لعمل مجلس النواب ، فبعض المقربين منها أكدوا بانها لا تصغي الى النصائح مع تخمرها عبر البث المباشر المتواصل و تهليل انصارها لها . و أردف التقرير بالإشارة الى مواقف عبير موسي حيال المسائل الحقوقية على غرار رفضها للمساواة في الميراث و رفضها الغاء عقوبة الاعدام، و عدم ادانتها للعنف المسلط ضد المرأة الا اذا تعلق الأمر بها أو بزميلاتها في كتلة الدستوري الحر ، و هو ما اثار حفيظة الطيف الديمقراطي ،ففي غضون أسبوع واحد استعدت الاتحاد التونسي للشغل و معظم الاحزاب و كذلك الصحفيين و الاعلاميين مما ولد انطباعا راسخا بأنها غير قادرة على ان تكون شريكة في الحكم . و ختمت الصحفية فريدة الدهماني تقريرها بالإشارة إلى أن موسي اليوم في مفترق طرق حاسم سيؤكد اذا ما كانت قادرة على ادارة خلافاتها و احتوائها لطمأنة الفاعلين في الساحة السياسية التونسية و مكونات المجتمع المدني .