صدر حديثا عن دار "المغاربية" للنشر الجزء الاول من كتاب "ثمانون ...من اعلام ومشاهير الاذاعة التونسية" بامضاء عبد الستار النقاطي الذي تولى جمع وصياغة وتوثيق مسيرة ثمانين عاما من العطاء والتميز للاذاعة التونسية منذ تاسيسها يوم 14 اكتوبر من سنة 1938 الى غاية يوم 14 اكتوبر 2018 وذلك في محاولة لحفظ الذاكرة الوطنية وابراز جهود اعلام اذاعية تركت بصمات واضحة بالمشهد الاذاعي الوطني على امتداد عقود خلت. وقد تم خلال موكب انتظم اليوم الخميس بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بالعاصمة تقديم المؤلف الجديد بحضور مديرالاذاعة شكري الشنيتي والبعض من ابناء الاذاعة وقدمائها من منشطين وتقنيين، حيث اكد عبد الستار النقاطي لوكالة تونس افريقيا للانباء ان الكتاب هو بالاساس "اعتراف بجميل من ابدعوا وتركوا بصمات جلية في مجال البرامج الاذاعية والتنشيط الاذاعي وكانوا بحق كشاف طريق وحلقات مترابطة لاجيال متعاقبة على الصرح الاذاعي الوطني". ... الكتاب ورد في 612 صفحة ويتضمن مجموعة من "البورتريهات" و"البطاقات" لوجوه فنية وفكرية وادبية تداولت على الميكروفون وانتجت برامج اذاعية منذ سنة 1938 الى غاية سنة 1968 وهي الفترة التي راوحت بين الجيل المؤسس للاذاعة على غرار عثمان الكعاك ونور الدين بن محمود وعبد العزيز العروي وتوفيق بوغدير والصادق مازيغ وغيرهم (1938 -1948) واعلام ما بعد الحرب العالمية الثانية (1948 -1958) ومنهم حمودة معالي ومحمد بن علي وعبد المجيد بوديدح ومصطفى الفيلالي ونجوى اكرام وعبد المجيد بن جدو وحمادي الصيد وغيرهم وصولا الى فترة استقلال تونس وتونسة الاذاعة التونسية (1958-1968) وظهور اسماء مثل الشاذلي القليبي والتيجاني زليلة ومصطفى الفارسي وعلياء ببو والحبيب بولعراس والمختار حشيشة وزبيدة بشير ومحمد المرزوقي وغيرهم. ولم يغفل الكتاب عبد الستار النقاطي عن فرسان الميكروفون المجددين على غرار صالح جغام ونجيب الخطاب والبشير رجب ومكي كربول ومحمد النوري عبيد الى جانب البحث في اعلام اذاعة تونس الدولية مثل حورية القلاتي ورؤوف بن علي والحبيب بلعيد ودنيا الشاوش وايضا اذاعة صفاقس عبر تقديم بطاقات حول بعض اعلامها مثل محمد قاسم المسدي ومحمد الحبيب السلامي ومحمد الجموسي وجمال الدين خليف وغيرهم الى جانب اعلام اذاعة المنستير ومنها خاصة نجاة الغرياني وشادية جعيدان والصادق بوعبان وعواطف حميدة ورابح الفجاري وغيرهم. كما قدم الكاتب فصولا عن استوديو 7 "معقل " الانتاج الدرامي الاذاعي بالاذاعة الوطنية وبعض النوادر في محاولة لاضفاء تلك السمة الانسانية ووصف مناخات العمل الطيبة السائدة صلبها حيث يؤكد ل/وات/ انه "سعى الى التعريف بالرهانات التي صاحبت تاسيس الاذاعة التونسية وروح الابداع والاجتهاد التي اتسمت بها اغلب البرامج الاذاعية حتى تمكنت من تعزيز ارتباطها بالمستمع مع الاخذ بعين الاعتبار الجوانب الثقافية والحضارية والاجتماعية للبلاد التونسية ". وعن كتاب "ثمانون..من اعلام ومشاهير الاذاعة التونسية" يقول الدكتور المختص في الاتصال والاعلام رضا النجار في ورقته التقديمية " تكتشف وانت تقرا "البطاقات" حول فرسان الميكروفون ورواد الاذاعة الوطنية انك امام حركات فكرية وادبية وفنية شهدتها البلاد وبصمت تاريخ الصحافة المكتوبة ,وتاريخ مقاومة الاستعمار ,وتاريخ المسرح الحي والمسرح الاذاعي, وتاريخ الموسيقى والفن الشعبي ". ويضيف" تتحرك البطاقات مثل خيوط النسيج وتتداخل بعضها ببعض ,وتعيد القارئ لفترات حياتية رائعة وحكايات واسرار لذيذة من وراء الكواليس والسبب ان الفاعلين آنذاك بارعون في كل الميادين ,الشعر والرواية والقصة القصيرة والمقالات الصحفية والمسرح وكتابة الاغاني من جماعة "تحت السور" في الثلاثينات وجيل الاذاعة الاول وصولا الى المجددين والمبدعين ومعهم جنود الخفاء من تقنيين واداريين ". ويمكن القول ان كتاب "ثمانون..من اعلام ومشاهير الاذاعة التونسية" يمثل مصدرا مهما للباحثين ومحاولة توثيقية جادة حيث يعد دليلا لاعلام الاذاعة من الجيلين القديم والحديث يمكن الاستفادة منه فضلا عن كونه يؤرخ للصعوبات التي رافقت تاسيس الاذاعة الوطنية وظروف استعادتها من الاحتلال الفرنسي وتونستها ,الى جانب الامكانيات البشرية واللوجستية التي كانت متاحة لتسجيل البرامج والمواعيد الاذاعية في مختلف الميادين . وتجدر الإسارة الى ورود "بطاقات" او "بورتريهات" لاعلام ومشاهير الاذاعة الوطنية بشكل سردي مفعم بالذاتية التي ارادها الكاتب كنوع من التكريم لرواد الاذاعة وفرسانها بمصاحبة صور تجمعهم بالميكروفون اساسا واجواء استوديوهات البث للدلالة على تلك الحميمية التي كانت تربطهم بالاذاعة وباجواء الانتاج الاذاعي.