بعد أن عانت سنوات طويلة من الإهمال، من المنتظر الانطلاق في إعداد صفقة في حدود 900 الف دينار تهدف الى إعادة جمالية الفسقية وتهيئة مناطق خضراء بهذا المعلم التاريخي الذي يعدّ المتنفّس الوحيد لأغلب العائلات القيروانية وقبلة للتونسيين من مختلف المدن. وافاد والي القيروان محمد بورقيبة في تصريح اليوم ل(وات) انه تمّ خلال الاسبوع المنقضي الإعلان عن استشارة لتعيين مكاتب دراسات في مجال البستنة لتهيئة مناطق خضراء بفضاء معلم الفسقية عبر منظومة "الشراءات العمومية على الخط بتونس "، مضيفا ان اخر أجل لهذه الاستشارة سيكون يوم 2 مارس المقبل. ورجح الوالي ان تكون اشغال اعادة احياء هذا المعلم وتهيئته جاهزة مع انطلاق الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، مشيرا الى ان الاعتمادات المرصودة غير كافية حاليا لتهيئة كامل فضاء الفسقية الممتدّ على 14 هك وانه سيتم على الاقل تهيئة محيط البركة الكبيرة حتى تتمكن العائلات وسط مدينة القيروان من التمتّع بفضاء ومناطق خضراء للترفيه. ... ويشار إلى أن فسقية الأغالبة تعدّ أحد أشهر المؤسسات المائية في العهد الاسلامي وشاهدة على عبقرية مهندسي المياه في ذلك العصر وقد أسّسها ابراهيم بن الاغلب سنة 562 ميلادي كاحد الحلول لاشكال نقص المياه بالجهة . وقد قاوم هذا المعلم كل عوامل الاندثار عبر قرون عدة ، غير ان الحال الذي تبدو عليه فسقية الاغالبة اليوم من اهمال ، لا يعكس مكانة مدينة القيروان ومعالمها التاريخية المصنّفة ضمن التراث العالمي منذ سنة 1988 فبعد ان كانت قبلة للتونسيين وللعائلات القيروانية التي لا تسمح لها امكانياتها بارتياد الشواطئ ، تحولت الفسقية الى مجرد ذكرى شاحبة هجرها الاهالي بعد ان فقدت اطلالتها الجذابة بسبب القضاء على مناطقها الخضراء وتحول بركها الى مجامع للمياه الراكدة.