رغم الاعلان عن تخصيص مبلغ 5 مليون دينار لتهيئة فسقية الاغالبة فانها منذ سنوات تبكي حالها ولم نشهد او نسجل اي تحرك في هذا الاتجاه بل حصل ان تم هدم الجزء الشمالي الشرقي من سور الفسقية بداعي التوسعة. ومنذ عملية الهدم بقي الحال على ماهو عليه وانكشف المكان واصبح في مقدرة الحيوانات الدخول اليها والتنزه فيها فشكل ذلك مشهدا مقرفا نشاهده من سطح مندوبية السياحة. السواح يأتون الى القيروان لمشاهدة المعلم التاريخي الذي اعتبرته اليونسكو تراثا انسانيا وفي سبيل ذلك يدفعون معلوما ماديا في حين لم يبق من البركة الا الاسم فقد هجرها الرواد والحراس وحل محلهم المتسكعون والمنحرفون فلا حراسة بعد ان هدم سورها ولا صيانة حيث المياه الراكدة والملوثة والاعشاب الطفيلية التي اكتسحت الارصفة والاطراف. ولا أحد يحرك ساكنا فلا وزارة الثقافة ولاصيانة المدينة ولا النيابة الخصوصية والكل يحمل المسؤولية للآخر غير مهتم بالنداءات الصادرة عن المهتمين بالتراث او مكونات المجتمع المدني بالقيروان وخارجها. والفسقية تفقد بريقها من يوم الى آخر وكل ما نخشاه ان يكون مصيرها مثل مصير المنطقة الاثرية ب"صبرة المنصورية" التي لن تغفر ما اقترف في حقها من جرم بعد ان اندثرت او تكاد. رضا النهاري