مثلت السياحة البديلة وتثمين التراث مبحث اليوم الثاني للملتقى العلمي الاول الذي انتظم على امتداد يومين بمعتمدية بن قردان تحت شعار "بن قردان الجديدة رؤية استشراف تخطيط وبناء" في اطار فعاليات تظاهرة احياء الذكرى السادسة لملحمة 7 مارس ببن قردان وسيصبح موعدا سنويا متزامنا مع الاحتفاء بالملحمة ، وذلك بهدف تكريس مقاربة تنموية جديدة ترتقي بهذه المنطقة الحدودية وتدمجها اقتصاديا. وتمحورت اشغال اليوم الثاني حول مكامن الاستثمار بالمنطقة وابرز امكانياتها الطبيعية والثقافية ، بما يجعلها منطقة لها اسهاماتها في السياحة التونسية بمنتوج ذي خصوصية ثقافية ،الى جانب تشخيص لامكانات الاستثمار في المجال الصناعي، وخاصة المواد الانشائية والمنجمية ، على غرار الملح واحجار الزينة. ومن خلال ما قدمه المتدخلون من مختصين في المجال تبين ان لمنطقة بن قردان مخزون حرفي عريق ومتنوع على غرار حرف النسيج البدوي والفني والالياف النباتية وغيرها ، بما من شانه خلق فرص متعددة للاستثمار الخاص والتشغيل والعمل المستقل بالاعتماد على خطة عمل واقعية تستند الى مقدرات المنطقة وخصوصياتها المحلية وفق ممثل الديوان الوطني للصناعات التقليدية،رياض لحماري. كما تناولت المداخلات ثراء التراث اللامادي ببن قردان واهمية الفرص المتاحة لتثمينه ،وبالتالي تعزيز السياحة البديلة والمستدامة ،وخاصة ما تزخر به المنطقة من عادات وتقاليد وحرف ومهرجانات وشعر وعدة مواسم كالجز والاكلات وفق المحاضر، لزهر الجويلي. ... واستعرض المحاضر محمد صادق الدبابي خصوصية بن قردان في جمعها بين البحر والصحراء واهمية نشاط التجارة في ان يكون عنصرا في المقاربة السياحية بها بتوظيفها الى جانب عناصر اخرى من موروث ثقافي لتكون وجهة سياحية متميزة ،وذكر في هذا السياق بمقومات عديدة تتوفر عليها بن قردان من شانها ان تثري المسلك السياحي بها ومنها السبخة ومنتوجات البحر وغيرها. ودعا الى ضرورة تشخيص امكانات المنطقة القادرة على تثمينها سياحيا من تراث لامادي ومادي ومواقع جيولوجية ومتاحف ومحمية واقامات ومواقع جذابة وشاطئ وتربية الابل والخيول ، لافتا ايضا الى نقاط الضعف والقوة لينطلق عمل البحث عن التمويل وبعث استراتيجية خاصة للترويج للمنطقة كوجهة سياحية ذات خصوصية وضبط منوال لسياحة مستدامة. واستعرض الباحث في التراث علي درين التراث المادي الذي تحتويه بن قردان وخاصة منها المواقع الاثرية الهامة وهي هنشير المدينة وهنشير الضاوي وهنشير بوقرنين التي يمكن ان تدرج ضمن مسلك سياحي يوفر منتوجا تراثيا خصوصيا يثري المسلك السياحي البيئي والمسالك العسكرية وسياحة التراث اللامادي التي يمكن ان تتاسس ببن قردان. اما في مجال الموارد الطبيعية بالمنطقة وخاصة منها المواد الانشائية والمنجمية ،فترتكز اساسا على مخزون هام من الاملاح من خلال استثمار افضل لسبخة العذيبات في حين ان مخزونها من المواد الانشائية محدودة وتتوفر بها فقط بعض النتوءات لحجارة الزينة حسب ممثل عن ديوان المناجم. ومن حيث الزيتون الذي يمتد على مساحات هامة ببن قردان فانه يتيح عدة فرص للاستثمار من خلال تثمينه في صناعة الصابون ومعجون الاسنان وصناعة الاواني والاثاث وغيرها كما ان تنوع منتوجات الصيد البحري بفضل سواحلها ووجود ميناء الكتف بها يفتح المجال لتركيز وحدات لتجميد وتصدير المنتوجات البحرية.