رُفع الستار مساء يوم أمس الثلاثاء بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بالعاصمة عن فعاليات الدورة السابعة للمهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان، التي تنظمها الجمعية الثقافية التونسية للإدماج والتكوين "أكتيف" من 8 إلى 12 مارس الحالي تحت شعار "حقوق المرأة وحقوق الفئات المهمشة". وعلى عكس المهرجانات السينمائية الأخرى التي تستقبل روّادها بالسجاد الأحمر، استقبل المهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان بتونس ضيوفه على السجاد الأسود وهو اختيار مقصود يحمل دلالات عديدة وعميقة منها التعبير عن القوّة والإرادة والتحدي من أجل تحقيق الحرية والعدالة الإنسانية، فضلا عن التعبير عن الخوف من مستقبل سوداويّ تنتهك فيه حقوق الإنسان. ... وافتتحت النسخة السابعة لهذا المهرجان، التي تزامنت مع اليوم العالمي للمرأة، بالفيلم المصري "النهارده يوم جميل" للمخرجة المصرية نيفين شلبي، وهو التجربة الروائية الطويلة الأولى لها، وتم إنتاجه سنة 2021. وتتناول نيفين شلبي في فيلمها أربع قصص حول مشاكل اجتماعية متشابكة في ما يخص علاقة الرجل بالمرأة. وتدور الأحداث في مكان واحد، حيث تتطرق المخرجة إلى مشاكل العلاقات الزوجية من منظور مختلف. وكان عرض فيلم الافتتاح، مسبوقا بتكريم الهيئة المديرة للمهرجان لثلاث شخصيات نسائية في مجال السينما هن ليليا لخوة (مصممة أزياء الأفلام) والممثلتيْن آمال الهذيلي ودرة زروق. وتابع الجمهور أيضا عرضا راقصا لآمال العويني، واستمع إلى وصلات غنائية للفنان مرتضى الفتيتي الذي تغنى بالمرأة من خلال أغنيته "رايدة". وألقت مديرة هذه الدورة ريم بن منصور كلمة بالمناسبة عبّرت فيها عن اختيار إدارة المهرجان تسليط الضوء هذا العام على على حقوق النساء وخاصّة منها حقوق النساء المهمشات. وأكّدت أن المرأة مازالت تتعرّض للعنف والتمييز رغم تعالي الأصوات المنادية بحقوقها. وقالت إن هذه الدورة تهتمّ أيضا بالفئات المهمّشة التي عالجت السينما قضاياها برؤية فنية من بينها أفلام تمّ اختيارها للعرض خلال هذه الدورة. وأضافت أن منصّة المهرجان الالكترونية استقبلت ما يناهز 2800 فيلم، وتمّ انتقاء 30 فيلما للعرض في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية والوثائقية الطويلة والقصيرة. وتحدّثت أيضا عن تنظيم مجموعة من الورشات أيام 9 و10 و11 مارس الحالي، تُعنى ب "حقوق الفنان" و"كتابة سيناريو أفلام حقوق الإنسان" و"صياغة التقارير المناصرة لحقوق الإنسان". وذكرت أن عروض المهرجان هذا العام، لن تقتصر على العاصمة، بل ستشمل أيضا ولايات بنزرت وقابس وتوزر والقصرين وسوسة. ويهدف هذا الانفتاح على الجهات، وفق ريم بن منصور، إلى نشر ثقافة حقوق الإنسان واستقطاب عدد أكبر من الجمهور. وجدير بالتذكير أن إدارة المهرجان خصّصت جوائز ل "أفضل فيلم روائي طويل" و"أفضل فيلم وثائقي طويل" و"أفضل فيلم روائي قصير" و"أفضل فيلم وثائقي قصير". وستكون تونس ممثلة في مسابقتيْ أفضل فيلم وثائقي طويل وأفضل فيلم روائي قصير بخمسة أشرطة هي "أبي، فيم أفنيت شبابك؟" لأكرم عدواني و"الحوض المنجمي، قضية وطن" لنضال العازم و"جمل لم تكتمل"، و"بسكلات" (دراجة هوائية) لهيفل بن يوسف و"سلوى" لإيناس بن عثمان. وتحتكم مسابقة الأفلام الروائية إلى لجنة متكونة من المخرج علاء الدين سليم والممثلة نادية بوستة والمخرجة المصرية نيفين شلبي. أما مسابقة الأفلام الوثائقية فتحتكم إلى المخرجة والممثلة سمية بوعلاقي ومركّب الأفلام كريم حمودة ومدير الإنتاج "ايف كونت" من فرنسا.