انطلقت، صباح اليوم الجمعة، فعاليات الملتقى الطبي لجراحة القلب بصفاقس، الذي ينظمه على مدى يومين قسم جراحة القلب والصدر والشرايين بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس بمشاركة أكثر من 300 طبيب من تونس والخارج. وإلى جانب الكفاءات الطبية من أطباء القلب والجراحين من عديد المؤسسات الاستشفائية العمومية والخاصة، يتميز الملتقى بمشاركة دولية واسعة لحوالي 40 طبيبا يمثلون عدّيد البلدان على غرار الجزائر والمغرب ومصر وموريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا. ... كما يشارك في التظاهرة عديد المؤسسات والهياكل في مقدمتها وزارة الصحة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وجامعة صفاقس وكلية الطب بصفاقس والمؤسسات الاستشفائية العمومية والخاصة ومخابر البحث والجمعيات والمؤسسات ذات العلاقة بالمجال الصحي... وعرفت الحصة الصباحية للملتقى تقديم سلسلة من المداخلات تتعلق بالمحاور الرئيسية الأربعة للتظاهرة وهي على التوالي جراحة الصمام "الميترالي" وجراحة الشريان الأبهر وجراحة القصبة الهوائية (القفص الصدري) ومعالجة الدوالي، وهي جميعها مواضيع واختصاصات على درجة من الأهمية بالنظر إلى خطورتها كأمراض وبالنظر إلى درجة انتشارها في المجتمع. ويشير رئيس الملتقى الطبي لجراحة القلب الدكتور عماد الفريخة (الرئيس الأسبق للجمعية التونسية لجراحة القلب والصدر والشرايين ومطور جراحة القلب بالمنظار وممثل تونس في عديد التظاهرات الطبية العالمية) إلى أن الإحصائيات تؤكد أن إصابة الصمّام الميترالي هي الأكثر انتشارا حيث تمثل 40 بالمائة من المصابين بأمراض الصمامات وهي ناجمة بالخصوص عن أمراض الروماتيزم. كما تشهد إصابات الشريان الأبهر تزايدا ملحوظا وتكتسي إصابات القصبة الهوائية خطورة بالغة في حين يظهر مرض الدوالي في الساقين بشكل لافت لدى المرأة حيث تصل نسبة المصابات به إلى 30 بالمائة من النساء، بحسب الفريخة. وأثار رئيس سابق لقسم أمراض القلب بمستشفى الرابطة الدكتور رشيد مشماش في ختام مداخلة بعنوان "العبر المستخلصة من تجربة مع 5000 حالة تدخل بالقسطرة العلاجية للصمام الميترالي" إشكالية عدم القدرة على اقتناء عدد من التجهيزات الهامة والناجعة في جراحة القلب وانعكاساتها على صحة المرضى في ظل الصعوبات المالية الحادة التي تعاني منها عديد المؤسسات الاستشفائية العمومية التي تقدر بعشرات ملايين الدنانير للواحدة منها، بحسب تقديره. ويتميز برنامج الملتقى بالثراء، حيث ينتظر أن تقدم على مدى يومين قرابة 120 محاضرة ومداخلة علمية موزعة على 22 حصة علمية يشتمل عليها البرنامج وتتعلق بالقضايا والمسائل التي تطرحها المحاور الرئيسية الأربعة للتظاهرة. وينتظر أن تفضي هذه المادة العلمية المكثفة إلى توصيات ومقترحات من شأنها أن تساهم في تطوير جراحة القلب كممارسة طبية وكنتائج علمية ينتظر أن تنعكس بشكل إيجابي على المرضى والصحة العامة، بحسب رئيس الملتقى. جدير بالتذكير أن قسم جراحة القلب والشرايين بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر الذي يغطي 9 ولايات كاملة في الجنوب التونسي، توفّق في السابق في إحراز عديد النجاحات الطبية الهامة كان آخرها في ديسمبر 2018 عندما نجح فريقه الطبي ولأول مرة في تونس في استبدال الصمّام الأبهر للقلب بدون خياطة وفي ظرف زمني وجيز يتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة بما يحدّ من درجة خطورة العملية الجراحية بشكل كبير لدى عديد مرضى القلب ولا سيما كبار السن منهم. كما توفق ذات القسم في تحقيق عديد النجاحات الطبية الأخرى ومنها ما تعلق "بالدعامة الداخلية للشريان الأبهر" في سنة 2006 ثم في استعمال الجراحة بالمنظار في عمليات القلب وتقنية القلب النابض وغيرها. وبالتوازي مع البرنامج العلمي للملتقى الطبي لجراحة القلب، أعدت لجنة التنظيم برنامجا ثقافيا لفائدة المشاركين التونسيين والأجانب يشتمل على تظاهرة بالمسرح البلدي بصفاقس، يقدم فيها باحث في المعهد الوطني للتراث محاضرة بعنوان "الثراء التراثي لجهة صفاقس" يليه عرض فني تراثي بعنوان "زوار الحضرة". كما سيتم بمناسبة الملتقى تكريم ثلة من جراحي القلب والشرايين في تونس من طرف لجنة الملتقى على غرار الأستاذ جمال المانع رئيس قسم سابق بالمستشفى العسكري بتونس والأستاذ نجيب الزرقوني الرئيس الحالي للجمعية التونسية لجراحة القلب والصدر والشرايين والدكتور منصف قدورة جراح سابق بقسم جراحة القلب والصدر والشرايين بصفاقس. تابعونا على ڤوڤل للأخبار