تحت عنوان "تراث متنوع وامكانيات واعدة لدفع التنمية والاستثمار في منطقة بن قردان" انتظمت يوم أمس ندوة علمية بمقر بلدية بن قردان تندرج ضمن الجانب الفكري والعلمي في فقرات احياء الذكرى السابعة لملحمة 7 مارس التي انطلق تنفيذ برنامجها منذ يوم الخميس 2 مارس ليتواصل حتى يوم 7 مارس. ويندرج تنظيم هذه الندوة في اطار ملامسة المشاغل التنموية ومحاولة رسم منوال تنموي بديل يفتح الافاق ويدفع بالتنمية ،وذلك من خلال الاستفادة من الامكانيات والثروات المتاحة بهذه المعتمدية وتثمينها كفرص محفزة للاستثمار وفق منسق الندوة ،محمد الزواري. وبحث مشاركون مختصون في عدة مجالات خلال الندوة في كيفية تثمين المنتوجات المحلية لتطوير الصناعات التقليدية وتثمين التراث الثقافي اللامادي لارساء مقومات سياحة بديلة ومستدامة ليقترح في هذا السياق ،مدير تنمية الكفاءات بالديوان الوطني للصناعات التقليدية زياد الضاوي انجاز مشروع لتثمين خشب الزيتون في ظل الامكانات الهامة بهذه المعتمدية في الزياتين وللاقبال الكبير على منتجات خشب الزيتون في السوق الاوروبية مع تثمين النسيج البدوي الثري بالمنطقة وابتكار منتوجات حديثة بتصور وتصميم معاصر يتماشى والذوق الحديث. ... واعتبر المحاضر لزهر الجويلي ان بن قردان تحتوي على ثروة تراثية لامادية متنوعة على درجة من الثراء والقيمة في مجال المهارات والعادات والتقاليد والشعر والغناء الشعبي ومواسم الجز والحصاد وجني الزيتون في حاجة الى تثمين لتكون ذات مردودية اقتصادية ،قائلا ان كل مخطط للتنمية لا يرتكز على محاور التراث اللامادي ماله الفشل ، ومشددا على حاجة هذا التراث الى الجرد والتسجيل والتثمين حفاظا عليه وعلى الهوية. واشار المحاضر محمد الزواري الى ان المخزون الاثري الذي يقارب 109 موقع اثري ببن قردان مع ما تحتله من موقع متميز وما يتوفر بها من مهرجانات خصوصية من شانه فتح افاق واسعة للسياحة المستدامة ، مؤكدا ان ضعف البنية التحتية الحالية وغياب التاهيل المهني في المجال السياحي بها وعدم الايمان بالسياحة كبديل تنموي قادر على التشغيل مع الرفض المجتمعي للسياحة جعل اقتحام هذا القطاع غائبا بها . كما تناول المشاركون في الندوة المشاريع الكبرى التي يتواصل انجازها ببن قردان والتي من شانها ان تعطي دفعا جديدا للمشهد التنموي عند انطلاقها وخاصة منها المشاريع التي تتجاوز بعدها المحلي والجهوي لتشع وطنيا وخارجيا. وتم في هذا الاطار تقديم مشروع منصة اللحوم الحمراء التي بلغت نسبة تقدم اشغاله 75 بالمائة وبلغت كلفته 10 ملايين دينار وهو احد مشاريع التنمية الزراعية والرعوية والمنظومات المصاحبة بولاية مدنين. وستمكن هذه المنصة من دعم التشغيل المباشر وغير المباشر سواء عبر ورشات التسمين والنقل المبرد للحوم والقصابين وتثمين الجلود، اضافة الى الرفع من انتاج اللحوم الحمراء بالجهة وتثمين الذبائح من جلود وصوف اساسا وتوفير منتجات تستجيب لمعايير السلامة الصحية للاغذية كما تم عرض مراحل تقدم المنطقة الصناعية حيث افاد عطية لعريض، المدير العام لشركة المركب الصناعي والتكنولوجي بمدنين الذي يتولى تهيئة المناطق الصناعية ان المنطقة الصناعية انطلقت في استقطاب المشاريع ونوايا الاستثمار بها ليتم الى اليوم امضاء عقود وعد بالبيع ل5 مشاريع منها ما يتعلق بتعليب التن والسردينة وتجميد منتجات الصيد البحري ومواد التنظيف ومواد البناء والارصفة وتعقيم الفضلات الطبية ،الى جانب 6 مشاريع اخرى تهم النسيج والعصائر وصنع مكونات تجهيزات الاقتصاد في الماء وفي الطاقة اما مشروع المنطقة الحرة للانشطة التجارية واللوجستية الذي مثل احد المشاريع المعروضة في هذه الندوة فقد تم في شهر اكتوبر الماضي اصدار المرسوم المتعلق بمفهوم المنطقة الحرة التجارية واسندت امتيازات قانون الاستثمار لباعثي المنطقة الحرة وبذلك تم سد الشغور القانوني بصدور هذا المرسوم واكتملت عناصر كامل المشروع من جانب عقاري وفني ومؤسساتي وقانوني تشريعي التي توفر كل العناصر المشجعة اللازمة لاحداث المشروع وفق المدير المركزي بالديوان التونسي للتجارة منتصر جراي. وذكر ان المشروع هو اول مشروع لمنطقة حرة يتمثل في ممارسة انشطة لوجستية من تصدير وتوريد وانشطة تجارية وجانب خدماتي وقد تجاوزت اشغار التهيئة الخارجية نسبا متقدمة ومتفاوتة من شبكات المياه والكهرباء والتطهير والطرقات والمفترقات، في حين ستتولى الشركة التي سيتم احداثها القيام بالتهيئة الداخلية التي تمتد الى حدود السنتين بر تابعونا على ڤوڤل للأخبار