احتاجت نكرتان تشاركان في برنامج /الفضلات الإعلامية/ ستار أكاديمي إلى خصومة حادة فقط لتصبحا حديث وسائل الإعلام التونسية وتتصدر واقعتهما التي تبادلا خلالها السب والشتم الصفحات الأولى وانخرط الإعلام في تحليل سلبيات صراع الديكة هذا على صورة تونس وسمعة الفتاة التونسية عامة لتقحم الوطنية المسكينة من جديد في لعب الأطفال وكأنها رخيصة إلى الحد الذي نربطها فيه بهذه التفاهات. تقرأ تحاليل هذه الحادثة وتستمع لتفسيراتها فتستغرب استرخاصنا لمصطلح "الوطنية" وتسطيحنا لسمعة البلاد وتمييعنا لصورتها حتى نربطها بفتاتين ذهبتا إلى بيروت لعرض حياتهما الشخصية على كل مواطني العالم العربي في برنامج يعتمد في جماهيريته على أقصى ما يمكن من العراء والعراك والعلاقات الحميمية الساخنة لحبك سيناريو مغر يجذب المشاهدين خاصة المراهقين منهم. script type=''text/javascript'' src=''swfobject.js''script type=''text/javascript''var s1 = new SWFObject(''player.swf'',''player'',''580'',''280'',''9'');s1.addParam(''allowfullscreen'',''true'');s1.addParam(''allowscriptaccess'',''always''); s1.addParam("wmode","transparent");s1.addVariable("channel", "17399");s1.addVariable("plugins", "ltas");s1.addVariable("file","http://video.ak.facebook.com/cfs-ak-ash1/27320/000/259/109129795770018_11655.mp4");s1.addVariable("image","../5/fdaiyehacad.jpg");s1.addVariable("skin","http://www.babnet.net/skin/nacht.swf");s1.addVariable("logo","http://www.babnet.net/3/logo3.jpg");s1.write(''mediaspace22bbnnff''); ما ذنب "الوطنية "لنقحمها قسرا في مثل هذه المهازل وهي التي ضحى لأجلها الكثيرون بأرواحهم، وما ذنب المرأة التونسية لنختزل سمعتها في تصرفات فتاتين تقدمان حياتهما الحميمية مجانا وتستغلان حريتهما لتمتيع المتفرجين بالتعري المجاني وإقامة علاقات عاطفية وهمية قوامها أحضان ولمسات وقبلات ساخنة فيصبح سلوك كل من هب ودب من إناثنا خارج الحدود كفيلا بوضع النساء التونسيات جميعا في سلة واحدة. قبل هذه التفاهة بسنة فاز التونسي "عمر مزالي" بالجائزة الدولية للفرنكفونية ضمن برنامج "أسئلة لبطل" Questions pour un champion على القناة الفرنسية الثالثة بعد تصفيات صعبة للغاية هزم خلالها كل منافسيه الفرنكفونيين من ايطاليا والولايات المتحدة ومصر والمكسيك والكامرون وغيرها ونال جائزته من الرئيس السنغالي عبدو ضيوف شخصيا الذي هنأه بالقول: "أنت تستحق هذا الفوز بفضل ثقافتك وشجاعتك." مقرف ...تونسيات ستار أكاديمي ...وعراك على الهواء Le Dr Amor Mzali de Tunisie, Champion ! حينها ارتفع علمنا عاليا بين الأعلام الأخرى في منافسة جدية ومحترمة وحين عاد البطل فرحا مسرورا إلى تونس وجد في انتظاره أعوان المطار وعائلته وغاب الإعلام وغابت الهتافات الهستيرية والدموع السخيفة والإغماءات الساذجة التي تحضر بقوة حين عودة أحدهم ممن "البلاد" بتقديم فصول من يومياته عارية أمام الجميع لينال درع النجومية المزيفة ويصبح حديث الصحافة والناس. يغيب الإعلام عن استقبال الأبطال الحقيقيين الذين شرفوا البلاد بعقولهم وسواعدهم ورفعوا علمها باجتهادهم ويستميت في نفخ صور نجوم من ورق أسالوا لعاب الأمة العربية لشهور عدة ويعتبرهم ممثلين شرعيين لتونس وحامين لصورتها ولسمعة شعبها أمام الملايين، له كل الحق في نشر أخبار هؤلاء ونقد تصرفاتهم لكن من العيب اعتبار مشاركتهم في هذه البرامج الاستهلاكية تشريفا للبلاد ورفعا لرايته وتمثيلا لسكانه واعتبار تجاوزاتهم مسا من صورتنا وإهانة لسمعتنا. نرجو أن لا يرتفع علمنا مجددا في مثل هذه التفاهات التلفزيونية التي تلعب على كبت المواطن العربي لتثيره بسيناريوهات وهمية وبصور لأجساد شبه عارية، نرجو أن لا نلصق شرف الانتماء والوطنية بهذه الكوارث فمشاركوها لا يمثلون إلا أنفسهم وعائلاتهم ولنترك سمعة البلاد لحالها فقد ضحى الكثيرون بأجسادهم في سبيلها بينما يعريها آخرون لغايات أخرى.