انطلقت، اليوم الثلاثاء، بجربة اجيم من ولاية مدنين، فعاليات الدورة الثانية لتظاهرة اجيم مدينة العلوم والمعرفة تحت عنوان "هاي تاك"، بعد دورة أولى تأسيسية كانت الرياضيات موضوعها استجابة لهدف وضعته جمعية اللقاء الثقافي بأجيم وجمعية المهندسين الشبان بأن تكون التظاهرة علمية تربوية ثقافية وفكرية تتناول في كل دورة مسألة على درجة كبيرة من الاهتمام العلمي والمعرفي، وفق مؤسس التظاهرة جمال الورسيغني. وأضاف المصدر ذاته، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أنّ الممنظمين يأملون ان تصبح هذه التظاهرة محطة متميزة لمواكبة التطوّرات المعرفية والتكنولوجية في مجالات مختلفة مع توسيعها من بعدها المحلي الى الجهوي فالوطني في السنوات المقبلة. واختارت هذه الدورة الثانية التي احتضنتها المكتبة العمومية باجيم موضوع التكنولوجيات الحديثة ليس صدفة بل بناء على تجربة نادي الربوتيك بأجيم الذي، رغم حداثة عهده، توصل الى ان يستقطب شبابا مولعا بالمجال يحمل امكانيات كبيرة وطاقات خلاقة، استطاع ان ينجز عدة مشاريع في مجال الذكاء الاصطناعي توّجت بحصوله على نتائج متميزة في عدة مناسبات، وفق نور الهدى دندونة احدى اعضاء هذا النادي. واحتفت التظاهرة اليوم بشباب نادي الروبوتيك، فعرضت قصص نجاحهم وقدمت مشاريع انجزها رواده بكل ابداع وابتكار، فتابعها بكل اعجاب وانتباه جمهور حضر التظاهرة من كل الاعمار، وقفوا أطفالا وشبابا وشيوخا في انتباه يتابعون شبابا يعرض تجربته في النادي وحصيلة عمل بضعة اشهر في انجاز مشاريع على درجة عالية من التطور التكنولوجي. ... فدوى المزداري، إحدى الناشطات بالنادي، انجزت وفريقا معها مشروع الحي الذكي في تصوّر متطوّر وحديث لمدينتها في غضون سنة 2035 من وجهة نظر فريق العمل، ضمّنوها 6 مكونات بطريقة اعتمدت التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ومنها مأوى سيارات ذكي لاحدى الشركات يفتح بطريقة اوتوماتيكية للعاملين بالشركة فقط ومجهز بانارة غمومية تشتغل حسب حالة الاضاءة ،الى جانب محطة حافلات ذكية يتم الدخول لها باعتماد البصمة لكل الحرفاء، مع تنظيم محكم لحركة المرور داخل المدينة بتركيز أضواء بالتحكم عن بعد. كما تضمّن مشروع الحي الذكي مكونات أخرى تفتقر لها أجيم وضمّنها الشباب في مشروعهم، في تطلع الى تجسيدها في يوم ما ومنها محطة لبيع البنزين، وحديقة عمومية للعائلات تتمنى فدوى أن تنجز في هذه المدينة. وانتصبت بالقرب من مشروع الحي الذكي او المدينة الذكية المزرعة المتصلة التي قدمتها نور الهدى مليو احدى اعضاء فريق انجاز هذا المشروع، ويتم التحكم فيها بتطبيقة "واب" مرتكزة على بروتوكول "ويفي"، وتوفر هذه المزرعة 3 طاقات متجددة (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية) يمكن ان يعتمدها الفلاح وفق ما يتوفر لديه من طاقة حسب مكان تواجده بالشمال او الجنوب وتمكنه من الاقتصاد في الطاقة واختيار الانسب اليه. كما تعتمد هذه المزرعة طريقة ري آلية عبر لاقط يحدّد حالة التربة ويوجه اشارة للفلاح عبر الهاتف الجوال للسقي والتحكم في الري، الى جانب تجهيز المزعة بخزان وعدة مكونات اخرى ذكية. كما قدم نادي "الروبوتيك" مشروعا آخر لمنزل ذكي متصل بالانترنات عرض كل تفاصيله وسيم لجدل مكون بالنادي، فتحدث عن غرف تحمل لاقطا وتُراقب آليا فتعطي صاحب المنزل اشارة على هاتفه الجوال عن وجود أي خلل بالمنزل (تسرب غاز او حاجة المنزل الى تهوئة لتفتح النوافذ عن بعد او اطفاء فوانيس الانارة)، الى جانب تجهيزها بمنظومة حماية من خلال فتح الباب ببطاقة معرفة تفتح فقط لحاملها، مع التحكم في المسبح عن بعد، وذلك في عمل استغرق شهرا لفريق عمل متناغم مولع بمجال الذكاء الاصطناعي. وتمثّل هذه المشاريع عينات من عدة مشاريع واختراعات ابتكرها شباب منطقة تفتقر الى ابسط المرافق الضرورية التي يتطلع لها الشباب فاختاروا ان يقتحموا مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ونجحوا بامتياز شعارهم أن المشاريع الكبرى تبدا بافكار بسيطة. ولا يزال في باكورة اعمال نادي الروبوتيك مشاريع اخرى تنجز بتأطير من جمعية اللقاء الثقافي التي آمنت بقدرات الشباب وبالذكاء الاصطناعي، على غرار مشروع الحاوية الذكية الذي تقدم نسبة 50 بالمائة ويتمثل في حاوية نفايات آلية تراقب نفسها آليا فتفتح آليا وعند امتلائها توجه رسالة للبلدية للتدخل لافراغها، وفق مسعود بن حديد عن جمعية اللقاء الثقافي. واضاف ان هذا المشروع ينجز بتمويل من برنامج الاممالمتحدة الانمائي وسينتهي اخر السنة لتضعه الجمعية والنادي على ذمة بلدية اجيم مجانا، مع التفكير في تسويقه للاستفادة منه في القطاع السياحي بالخصوص، حسب قوله. وتتواصل تظاهرة أجيم مدينة العلوم والمعرفة ليومين متضمّنة عدة فقرات تجمع بين محور علمي وآخر تربوي قيمي يرتكز العلمي منه على مجال الروبوتيك والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الفائقة من خلال عرض هذه التجارب المتميزة، اما الجانب التربوي فسيؤثث فقرات يوم غد من خلال مناقشة موضوع الحوار داخل الفضاء الاسري التربوي بهدف ان تكون اجيم منارة علمية ومعرفية وللتربية على القيم وعلى العلم والمعرفة، وفق مدير الدورة الثانية للتظاهرةفريد المزداري. تابعونا على ڤوڤل للأخبار