التقيت صديقا لي لم أره منذ مدة . .. وهذا عادي مادام يعيش فى فرنسا. . قال لى انه جاء ليحضر مباراة النادي الإفريقى والنادي الصفاقسي .. . فى الأكابر طبعا... قي البداية اعتقدت أنه جاء ليحضر معرض الكتاب . . أو مؤتمر إتحاد الفلاحين . . ولو أنه ليس فلاحا... ولكنة جاء ليحضر طرح كورة ... ولو أنه ليس كوارجى... وهو ككل الشعب التونسي يحب التفرج على الرياضة ويكره ممارستها... وإذا صادفك أحد يعدو في البلفيدير فتأكدوا أن الطبيب هو الذي أمره بذلك . . . فعندنا وزارة الصحة هي التي تشجعك على الرياضة وليست وزارة الرياضة...عموما وزارة الصحة يعطيها الصحة ... حتى تعطي منها شيئا لآلاف المرضى الذين يرقدون في مستشفياتها... أو ينتظرون أن يفرغ سرير ليرقدوا فيه . . . . وغير بعيد عن وزارة الصحة توجد وزارة الثقافة والمحافظة على التراث من السرقة والنهب والإتلاف ولو أن وزارة الداخلية هي التي تقوم بهذه المهمة ... وعلى أحسن وجه .. دون أن تطالب بإضافةالمحافظة على التراث لإسمها... وتريح وزارة الثقافة من هذا العبء الذي ألهاها عن الاهتمام بالمهرجانات .. وهذه يلزمها وزارة كاملة ... خاصة في الصيف عندما يصبح عدد المهرجانات أكثر أو يعادل عدد سكان الجمهورية التونسية مع حساب المهاجرين الذين يهاجرون إلى تونس كل صيف محملين بالسلع التي يجدونها بأسعار ارخص في سوق المنصف باي وسيدي بومنديل وغيرها من الأسواق والحوانيت التي عششت في كل مكان وامتلأت بسلع لا أحد يدري كيف تدخل إلى البلاد... وقد شاهدت ملفا عن الديوانة التونسية . .. بثته التلفزة التونسية... وقالت فيه إن لنا أحسن وأفطن ديوانة في العالم ... وهذه ليست بدعة ... بل هي عادة تلفزتنا كلما أعدت ملفا عن حدث او مؤسسة ما ... أو مؤسسة كهرباء... حتى أني شككت فيما أشاهده في الأسواق التي ذكرتها ومازلت اعتبر المسالة كاميرا خفية... فأنا لا استطيع أن أكذب التلفزة التونسية وخاصة ملفاتها وتحقيقاتها ومنوعاتها وحتى نشرتها الجوية فكلما أعلنوا أن الطقس سيكون جميلا ثم تصبح ماطرة ... احمل المسؤولية للسحب وأشك في نواياها الخبيثة واعتبرها شرذمة ضالة لا تريد الخير لتلفرتنا... اما الأخبار... فهاتوا لي تلفزة واحدة في العالم تهتم بتفاصيل ما يحدث في أنغوشيا والتاهيتي وقرغيزيا مثلما تفعل تلفزتنا... حتى أن العديد من سكان هذه البلدان سارع الى إقتناء بارابول ليلتقط تلفزتنا و يشاهد حقيقة ما يجرى فى بلاده على قناتنا... وقد انبهروا بحسن التنظيم عندنا خاصة ... وأعجبوا « بعندى ما نقلك» لأنه البرنامج الوحيد الذي يذكر التونسيين دوما بعددهم وهو عشرة ملاين كلهم يتفرجون فى علاء الشابي... أي أن عمال الليل من حراس و أطباء وقوابل وخبازة وبياعة الفواكه الجافة ومرتادى العلب الليلية والسراق والحوافه والكرافه وبائعات الهوى ... كلهم يتركون مهنهم ليلتها ويتفرغون لمشاهدة علاء وهو يفصل بين العارك والمعروك والمحب والمحبوب والغادر والمغدور والظالم والمظلوم وبهذا فإن حصة علاء الشابي التي يشاهدها عشره ملايين تونسي تبقى الفرصه المثاليه لمن تسول له نفسه الاماره بسوء... الأحوال الجويه ... ليرتع كما يشاء فالبلد منشغل بعلاء... ولو بث برنامج كهذا فى اسرائيل فستكون الفرصة موالمة للهجوم عليها وتحرير فلسطين في ساعتين من الزمن... عندما يكون الجماعه فى إسرائيل غارقين فى الدموع ... فهل تفعلها كاكتوس وتهدي هذه الحصة ولا خوف عليها من تهمة التطبيع مادامت النية تحرير فلسطين واعادة الاعمار لتونس مساء الثلاثاء... قولوا يا بركة سيدى علاء...