دعا كاتب الدولة المكلف بالمياه، رضا قبوج، الى تطوير بنك البيانات والمعلومات لخصائص التربة ورقمنته بما يمكن من الارتقاء بالمؤشرات ورسم الخرائط باكثر دقة مع ربطها بخرائط حماية الاراضي الفلاحية بمختلف الولايات. وتاتي دعوة قبوج في اطار الندوة الوطنية حول متابعة صحة التربة ونظم المعلومات ضمن التصرف المستدام للمياه والتربة، التي انتظمت تحت شعار "التربة والمياه منبع الحياة"، امس الثلاثاء، بسوسة، ببادرة من وزارة الفلاحة في اطار الاحتفال باليوم العالمي للتربة، الموافق ليوم 5 ديمسبر من كل سنة، بحضور والي سوسة، نبيل الفرجاني، وممثل منظمة الأغذية و الزراعة بتونس وثلة من الاطارات المركزية والجهوية. ... واحدث بنك البيانات والمعلومات لخصائص التربة ببادرة من المصالح المختصة بالادارة العامة للمحافظة على التربة بوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري من خلال إنجاز التحاليل للمياه والتربة. وأفاد كاتب الدّولة أنّ الوزارة بادرت بوضع العناصر الأساسية الداعمة لدور ومكانة التربة في إطار الخطة الوطنية للتهيئة والمحافظة على الأراضي الفلاحية، وذلك وعيا منها بدور التربة كعنصر هام في رفع إنتاجية الأراضي الفلاحية وبالتالي المساهمة في التنمية الفلاحية خاصة في ظل التغيرات المناخية والشح المائي. وأوضح أنّ هذه الاستراتيجية تساهم في تكريس التصرف المستدام في التربة والماء من خلال تشريك كل المتدخلين في القطاع في نشر الوعي بهشاشة الموارد ودعم الممارسات الرشيدة بهدف حماية التربة وتحسين مردوديتها. وتنفذ تونس، منذ سنة 2019، مشروع حماية وإعادة تأهيل التربة المتدهورة "بروسول" بالتعاون بين الادارة العامة للتهيئة والمحافظة على الأراضي الفلاحية بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي. ويعتبر مشروع "بروسول"، جزء من "البرنامج العالمي لحماية وتأهيل التربة لتحسين الأمن الغذائي" الذي انطلق ضمن المبادرة الخاصة "عالم واحد دون جوع» من طرف وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية في الجمهورية الألمانية الاتحادية. ويجرى تنفيذ هذا البرنامج في سبعة دول بما فيها تونس وهو يهدف الى وضع وتنفيذ خطة وطنية لحماية وإعادة تأهيل المستدام للتربة في مناطق الشمال والوسط الغربي من البلاد التّونسيّة. وتشمل مناطق تدخله ولايات الشمال الغربي ، باجة وجندوبة وسليانة والكاف، والوسط الغربي، القيروان والقصرين وسيدي بوزيد. وتبين معطيات نشرتها منظمة الاممالمتحدة على موقعها بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتربة ان نسبة 33 من التربة تصنّف بأنها متدهورة، علما وان 95 بالمائة من الغذاء متأت من التربة مضيفة انه يمكن لمتر مكعب واحد من التربة الصحية أن يحتفظ بأكثر من 250 لترًا من الماء. وأفادت المنظمة الأممية ان ممارسات إدارة التربة والمياه غير السليمة تساهم في تآكل التربة والتنوع البيولوجي بها وخصوبتها ونوعية المياه وكميتها معتبرة ان للتربة الصحية دور حاسم، بوصفها مرشح طبيعي، حيث تقوم بتنقية المياه وتخزينها. وتعتبر منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "فاو"، بدورها، ان استعادة بضعة سنتيمترات من التربة، التي تعد موردا محدودا، قد يستغرق ما يصل الى 1000 سنة مبينة الارتباط الوثيق بين ضمان الامن الغذائي وتحسين التغذية في المستقبل والحاجة الى العناية بالتربة، التي تشكل أحد العناصر الرئيسية لتحقيق مستقبل خالٍ من الجوع. وأضافت "فاو" ان تآكل التربة يحدث معظمه بفعل الانشطة البشرية غير المستدامة، مثل الرعي الجائر والزراعة المكثفة وإزالة الغابات، وقد يؤدي ذلك مضاعفة معدل تآكل التربة بما يصل الى ألف مرة كما يمكن أن يكون لتآكل التربة المتسارع عواقب وخيمة على المجموعة ككل، وإذا لم يتم التصرف الآن، فإن أكثر من 90 بالمائة من تربة الأرض قد تتحلل بحلول عام 2050، وفق ال"فاو". تابعونا على ڤوڤل للأخبار