برامج حوارية دينية جنسية ممنوعة على من هم أقل من 18 سنة، برامج تبث على كثير من الفضائيات العربية تتخذ من الجنس بكل تفاصيله مادة اعلامية .. صحيح أن هذه البرامج تمكن من نشر الثقافة الجنسية كما تعرض نماذج حية يمكن أن يتعظ بها المشاهد، لكنها قد تتجاوز أحيانا الحدود المعقولة لتغوص في أمور جنسية عميقة من شأنها أن تحرج المتلقي.. فهل إن الحديث عن الأوضاع الجنسية المختلفة أو المثليين أو طرق الايلاج تندرج ضمن لائحة المواضيع التثقيفية، أم هي من قبيل الإثارة المتعمدة ؟ وهل أن شعار «لا حياء في الدين»الذي ترفعه هذه البرامج قادر على محو الخطوط الحمراء؟ للفرض اتصلت جريدة أخبار الجمهورية بالأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الاسلامي الأعلى الذي أمد الجريدة بموقف الدين من هذه البرامج وهذا بعض ما جاء قي اجابته الاسلام دين ستر وتنوير لا ابتذال ومعصية وفي خصوص البرامج التلفزية التي تتناول العلاقات الجنسية بتفاصيلها الدقيقة المحرجة فقد قال المستاوي: ،«لا شك أن ما يقدم في بعض البرامج التلفزية من تعرض لأدق تفاصيل الحياة الجنسية للمرأة والرجل تحت شعار «لا حياء في الدين» يحتاج إلى مراجعة وتهذيب من أجل تحصيل المقصود والمطلوب في غير ابتذال وتشجيع على المعصية وإشاعة لها... وقد يقال ان ما يسأل ويجاب عنه هو في اطار العلاقة الشرعية بين الزوجين وفي هذه الحالة ينبغي أن يظل المقصود هو التنوير والتعليم في غير اشهار واشاعة لما هو من الأحوال الشخصية الذاتية .. والإسلام دين الستر والحياء والعفة وكل تلك الخصوصيات ينبغي أن تراعيها مثل هذه البرامج التلفزية والحصص الإذاعية ورب إشارة أبلغ من عبارة وكل ذلك يدخل ضمن الحكمة الواردة في الآية الكريمة (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة ) وسيد الحكماء والواعظين عليه الصلاة والسلام لم نقرأ له ولم يبلغنا عنه أنه يتحدث في مثل هذه القضايا بالتصريح بل يكتفى بالتلميح. وكانت النساء فى عهد رسول الله يسألن زوجاتة رضي الله عنهن في مثل هذ المسائل وكان الصحابة يعودون إلى أمهات المؤمنين في هذه الشؤون والله أعلم. عن جريدة محمد صلاح الدين المستاوي (مواليد 1952، تطاوينبتونس)، الأمين العام للمجلس الإسلامي الأعلى بتونس، والده الشيخ الحبيب المستاوي من كبار علماء تونس والمغرب العربي، تخرج الشيخ محمد صلاح الدين من كلية الشريعة بجامعة الزيتونة، وهو متحصل على شهادة الدراسات المعمقة في الفقه المالكي، وله نشاط دعوي واسع في مختلف بلدان العالم، كما له العديد من المؤلفات باللغتين العربية والفرنسية تتناول تجديد الخطاب الإسلامي والمحافظة على الثوابت والقيم الإسلامية والقضايا المعاصرة للإسلام.