نظّم الاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير، مساء أمس الجمعة، بمقره، ندوة فكرية تحت عنوان " فلسطين في مواجهة حرب الإبادة الجماعية" بحضور ثلة من النقابيين والمواطنين والأكاديميين، وذلك في إطار إحياء يوم الأرض الفلسطيني. ووفق علي الحربي الكاتب العام المساعد بالاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير المسؤول عن الأنشطة الثقافية والتكوين النقابي، فإنّ هذه الندوة تأتي تجاوبا مع يحدث في غزة وفي أرض فلسطين من إبادة جماعية ومحاولة القوى الصهيونية والإمبريالية القضاء على الوجود الفلسطيني في أرضه عبر كلّ الوسائل، حيث قدّر الخبراء الدمار في غزة بحجم قنبلتين ذريتين بما يؤكد حاجة فلسطين اليوم إلى مزيد الدعم. وأكّد الحربي، في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأبناء، أنّ الاتحاد العام التونسي للشغل واللجان الجهوية لدعم المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بصدد الاشتغال على الجانب الفكري والتوعوي مع أكاديميين يتحدثون بالفكر والعلم والفلسفة والتاريخ وكلّ ما يرقي بوعي المواطن حتى يكون فاعلا وتأخذ القضية الفلسطينية حقها في تونس. من جانبه، ثمّن عابد الزريعي ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وممثل فصائل المقاومة الفلسطينية في تونس الدور الذي يقوم به الاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير لدعم القضية الفلسطينية، مبيّنا أنّ هذه الندوة الفكرية عقدت بالأساس للإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالقضية الفلسطينية في اللحظة الراهنة، والتحديات القائمة على الأرض، فالشعب الفلسطيني ورغم كل التحديات والآلام يواصل ثباته على الأرض ومقاومته مدعوما بشعوب وأحرار العالم. ... وأكد الزريعي أنّ المقاومة الفلسطينية مازالت ثابتة على الأرض وتواصل نضالها، وتعبّر من خلاله عن إصرار الشعب الفلسطيني ومن خلفه شعوب الأمّة العربية والإسلامية وأحرار العالم من أجل تكريس حقه في تقرير المصير والعودة وتحرير أرض فلسطين التاريخية. واعتبر أنّ المعركة التي تدور الآن في قطاع غزة هي المعركة المتقدمة بالنسبة للشعوب العربية التي لابّد لها من القيام بدورها في الدعم والإسناد سواء المادي أو المعنوي من خلال مواصلة الحشد بالتظاهر، وبالندوات، وبالكتابة وبحملات التبرع. وقال إنّ ما أثلج صدره خلال الندوة هو توصله برسالة من ليبيا حول تحرك باخرة مساعدات لقطاع غزة ورسالة أخرى من موريتانيا حول انخراط الشعب الموريتاني في حملة تبرعات كبرى وصلت إلى أرقام جيّدة وستتحرك في الأيام القادمة قافلة دعم من تونس باتجاه فلسطين ويأتي ذلك في سياق ملتقى تونس لدعم المقاومة الذي انتظم منذ شهرين. وبيّن عابد الزريعي أنّ هناك موقفين من حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني موقف الامبريالية الداعمة للكيان الصهيوني والتي تغضّ النظر عن ذلك لأنّها بدورها تمارس حرب الإبادة ضد شعوب أخرى بأشكال مختلفة، وموقف شعوب العالم التي استفاقت على حقيقة هذا الكيان العنصري الفاشي ووقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني، علاوة على "قوى ودول عديدة نعتز بها ونقدرها وفي مقدمتها جنوب أفريقيا التي تشكل ثقلا معنويا لأنّها خاضت نضالا شبيها بنضال الشعب الفلسطيني". من جهته، طرح أستاذ الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس، فريد العليبي، في مداخلة قدمها بالمناسبة، تساؤلا حول حرب الإبادة الحاصلة حاليا في غزة وكيف يمكن تحديد مخاطرها وسماتها وطرق مقاومتها. وأوضح العليبي أنّ الصراع اليوم لا ينبغي أن ينظر إليه على أنّه صراع فلسطيني إسرائيلي فقط وإنّما هو صراع عربي صهيوني، ومن ثمة ينبغي النظر إلى المواجهة في مجالها العربي تحديدا بل حتى الكوني والإنساني فالشوارع اليوم في أوروبا وأمريكا تهتز بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وشعار "فلسطين حرّة" يتردد في أغلب العواصم الغربية. تابعونا على ڤوڤل للأخبار