تحت شعار "انضموا إلينا لحماية البوزيدونيا"، بادرت المندوبية الجهوية للسياحة والجامعة الجهوية للنزل بالمنستير وجمعية "أزرقنا الكبير"، اليوم الخميس، بإطلاق حملة تحسيسية موجّهة للسياح من أجل حماية معشبات البوزيدونيا، وفق ما أفاد بهالمندوب الجهوي للسياحة بالمنستير فواز بن حليمة. وأوضح بن حليمة، في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، أنّه تم اليوم تركيز 5 لوحات كبيرة الحجم للتعريف بعشبة البوزيدونيا باللّغات العربية والفرنسية والانقليزية على مستوى الشواطئ في 5 نزل بالمنطقة السياحية بالمنستير ولوحات أخرى أصغر حجما في بقية النزل بالجهة. وأضاف أنّ تركيز هذه اللوحات التعريفية كان مرفوقا بحصص تحسيسية لفائدة السياح حول أهمية المحافظة على عشبة "البوزيديونا"، وتم التأكيد خلالها أنّ تراكم هذه العشبة على الشواطئ يمثّل ظاهرة طبيعيّة تساعد على تنقية مياه البحر وتحمي السواحل من الانجراف، ودليلا على أنّ مياه البحر غير ملوّثة، وهي ليست أوساخ كما يعتقد العديد من السياح الذين لا يعرفون هذه الظاهرة الطبيعية ولا يعرفون عشبة "البوزيدونيا"، مشيرا إلى أنّ المندوبية الجهوية للسياحة بالمنستير تلقت تشكيات من عدد من السياح في هذا الصدد. ... وأكّد أنّه سيتم مدّ جميع النزل بنفس المعلقات التعريفية على شكل معلقات رقمية لمزيد التعريف بعشبة "البوزيدونيا" البحرية التي تمثّل ثروة بيئية هامّة تحافظ على التنوع الإيكولوجي وتزوّد المياه بالأكسيجين. وبيّن مراقب بيئي بجمعية "أزرقنا الكبير"، سيف الدّين التريكي، أنّ هذه الحملة تهدف إلى تغيير فكرة السائح حول "البوزيدونيا" لأهمية دورها في المنظومة الايكولوجية، إذ تساهم عندما تكون في مياه البحر في إنتاج ما بين 14 إلى 20 لترا من الأكسيجين في المتر المربع الواحد، إضافة إلى أنّها تمثّل محضنة ل25 في المائة من الكائنات البحرية التي تفقس في البوزيدونيا لحماية بيضها من الالتهام من طرف كائنات بحرية أخرى، ولدى لفظ البحر لأوراق عشبة "البوزيدونيا" على الشاطئ تتكّون مصطبات "البوزيدونيا" التي تصبح كاسرات طبيعيّة للأمواج فتحمي الشواطئ من الانجراف، كما أنّ لهذه المصطبات قيمة إيكولوجية واقتصادية هامّة غير أنّ العديد يعمد إلى إزالتها. من جانبه، أكّد نائب رئيسة الجامعة التونسية للنزل، سليم الديماسي، حرص الجامعة التونسية للنزل على المحافظة على هذه الثروة الايكولوجية وحمايتها، ومزيد تطوير السياحة المستدامة بكلّ النزل التونسية، موضّحا أنّ المبادرة جاءت بعد أن ملاحظة ظاهرة الانجراف البحري وتقلص الشواطئ خلال السنوات الأخيرة. وثمّن، بالمناسبة، دعم كل من السلط الجهوية، ووكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي، وخاصة شباب جمعية "أزرقنا الكبير" الذين يقومون بعمل تحسيسي كبير حول أهمية معشبات "البوزيدونيا". وأعرب رضا جغام مدير عام أحد نزل الجهة، عن ترحيبه بهذه المبادرة لتوعية حرفائهم من السياح بضرورة المحافظة على عشبة "البوزيدونيا"، سيما وأنّ النزل لديه تقاليد وممارسات يوميّة في مجال حماية البيئة والمحيط، كما انطلق منذ 15 سنة في تجربة فرز الفضلات والمحافظة على الحديقة، ويسعى القائمون عليه إلى أن يساهم الحرفاء في هذا المجهود وأن تكون سلوكياتهم صديقة للبيئة. تابعونا على ڤوڤل للأخبار