لم أطرح هذا الموضوع استهانة بصديقنا العزيز /بول/ حاشى وكلا فكيف لي أن أتجرأ وأنتقص من قيمة أخطبوط أذهل العالم في منديال جنوب إفريقيا بتكهناته التي وصلت نسبة نجاحها مائة في المائة خاصة تكهنه بخسارة منتخب بلاده أمام منتخب إسبانيا مما أغضب الألمان الذين اتهموه بالخيانة العظمى بل وطالبوا بطهيه وأكله انتقاما لعمالته فهددت إسبانيا بأنها قد ترسل فريقا بأكمله لحماية سيد "بول" من القتلة الألمان الأخطبوط "بول"عاد هذه الأيام ليتصدر وسائل الإعلام في العالم لكن هذه المرة ليس نتيجة تكهناته الغريبة والمثيرة للجدل بل لأنه فارق الحياة عن عمر ناهز العامين والنصف فأبرز صحف بلاده "دير شبيغل" نسيت عمالته للإسبان و وضعت خبر وفاته في الصفحة الأولى بل واعتبرته بطلا قوميا وكادت أن تعلن الحداد عليه ناهيك عن الصحف العالمية أهمها ما ورد في صحيفة "النيوزويك" الأمريكية تحت عنوان"نيوزويك تتذكر الأخطبوط بول" و اعتمدت الصحيفة في هذا المقال عبارات مليئة بالحزن وألم الفراق لم تعتمدها في وصف موت ورحيل الرئيس الأمريكي الأسبق "جون كندي" كما سبق وذكرت لم أطرح هذا الموضوع استهانة "ببول" أو التقليل من قيمة خبر وفاته و المصيبة التي حلت بالبشرية و إنما هو تذكير للعالم بأن هنالك إنسان يدعى "طارق عزيز" كان في يوم ما نائب رئيس جمهورية العراق وبالتالي ثاني أقوى شخصية في منطقة الشرق الأوسط بأكملها "طارق عزيز" حكم عليه بالإعدام شنقا حتى الموت من قبل ما تسمى بالمحكمة العليا العراقية طبعا أنا لست في موضع الدفاع أو التهجم على تاريخ وأفعال "طارق عزيز" فهذا طرح آخر بل هو تساؤل حول الطريقة التي تتناول بها الصحف العالمية للأحداث صحف كانت تتمنى في فترة من الفترات أن تحظى بمقابلة مع "طارق عزيز" عندما كان في موقع السلطة وحينما كان يتجول بين دول العالم ويقابل رؤساء الدول العظمى وكانت تهيؤ على شرفه حفلات استقبال وتحضر موائد عشاء من أفخم وأشهى الأطباق لعل من بينها طبق أخطبوط هو من بني جنس صديقنا العراف "بول" ختاما لا يسعنا إلا أن نطلب الرحمة والمغفرة لروح فقيدنا العزيز"بول" وأن يدخله الله فسيح جناته وأن يمنح العالم ومحبيه الصبر والسلوان كما نرجو من الإعلاميين في الغرب أن يتذكروا "طارق عزيز" ليس بمجرد خبر يركن في عمود في آخر صفحات الجريدة بل أن يتذكروا أنه إنسان من بني جنسهم