قدم النادي الإفريقي في دربي العاصمة ضد الترجي الرياضي التونسي مباراة ممتازة جدا شاهدنا فيها فريقا متجانس الخطوط لاعبوه مندفعون على الكرة بشكل رائع، فلم يتركوا مساحات للاعبي الترجي الذين ضاعوا بين ثنايا المباراة وغابوا بشكل واضح أمام إصرار الأفارقة و حماسهم واندفاعهم واستبسالهم على الكرة وانتعاشتهم البدنية العالية، وهنا لا بد من تحية مراد محجوب الذي قدم عملا متميزا في فريق باب الجديد وأثمر هذا العمل فريقا لو يستمر مردوده بهذا الشكل وبهذا المستوى فلن يوقفه أي فريق محليا، كما لا بد من التأكيد على أننا ظلمنا مراد محجوب في ما سبق... وواضح أن لاعبي الترجي مازالوا تحت صدمة هزيمة النهائي الإفريقي ومازالوا لم يتخلصوا من آثارها السلبية، إلا أننا لا بد من الإشارة إلى أن فوزي البنزرتي مدرب الترجي لم يصب في اختياره لما أقحم محمد الباشطبجي في هذه المباراة الهامة التي تتطلب حضورا ذهنيا وبدنيا كبيرا وهو الذي يفتقد إلى نسق المباريات. فهل يعقل أن يقحم لاعبا مازال غير جاهز في مثل هذه المباراة؟؟ و الأدهى من ذلك أنه وضعه أو هو من وضع نفسه في مواجهة لاعب الإفريقي زهير الذوادي، والكل يعلم العلاقة المتوترة جاد بين هذين اللاعبين لما كان الباشطبجي ينتمي إلى الإفريقي. فشاهدنا صراعا بينهما أثناء المباراة ذكرنا "باللعب الحوم" وكاد الباشطبجي يقصى من المباراة نظرا للخشونة التي تعامل بها مع الذوادي وكاد يكلف دخوله الترجي غاليا، وهذه الخشونة أظهرت العداوة بين اللاعبين وأظهرت أن ثمة "بونتوات" بينهما، وهذا لا يشرف الكرة وعلى ما أعتقد أيضا هو مناف لمبادئ الاحتراف ومتطلباته... في هذه المنافسة بين اللاعبين الاثنين كانت الغلبة دائما للذوادي الذي قدم مردودا متميزا في هذه المباراة وأرهق دفاع الترجي وخاصة محمد الباشطبجي، فسجل هدفا رائعا أبرز أنه لاعب كبير يمر بفترة زاهية جدا وانه أفضل جناح في تونس... في مباراة الدربي التي انتهت بنتيجة التعادل (بهدفين لهدفين) بين الإفريقي (سجل الهدفين كل من الذوادي والعواضي) والترجي (سجل الهدفين كل من إينيرامو والهيشري) شاهدنا فريقا متكاملا وهو النادي الإفريقي وفريقا ضائعا غائبا هو الترجي، وكان بإمكان الأفارقة أن ينهوا المباراة لصالحهم نظرا إلى مجرياتها التي كانت أغلبها لفائدة فريق باب الجديد... ملاحظتان ننهي بهما هذه المشاكسات: الملاحظة الأولى هي أن الاندفاع في اللعب لا يعني البتة الخشونة و العنف وهنا نذكر الجزار "ألاكسيس" الذي بقدر ما يقدم مردودا ممتازا جدا فهو يلتجئ في اللعب العنيف الخشن والاعتداء المجاني على المنافس. أما الملاحظة الثانية فهي أن ضربة الجزاء التي أعلنها حكم المباراة التونسي نصر الله الجوادي لصالح الترجي لم تكن ضربة جزاء لأن المخالفة التي وقعت على صابر خليفة كانت خارج منطقة الجزاء وسقوطه كان داخلها، إلا أن مردود الحكم الجوادي في مجمله باستثناء ضربة الجزاء كان مقبولا ولم يرتكب أخطاء تذكر...