أضاع النادي الإفريقي مساء أمس في ملعب رادس فرصة لا تعوض لتحقيق فوز سهل أمام جاره اللدود الذي كان شبحا لذلك الفريق الذي وصل الى نهائي كأس رابطة الأبطال الافريقية، وهكذا افتك الترجي التعادل دقيقة قبل نهاية الوقت القانوني للمقابلة رغم أنه قدم واحدة من أسوإ مقابلاته في الموسمين الأخيرين أمام منافس استعاد عافيته مؤخرا وأثبت هذا مساء أمس رغم أنه افتقد للنجاعة والتركيز حتى آخر لحظة من المقابلة لتحقيق انتصار بدا في متناوله بفضل سيطرته الكلية على أغلب ردهات المقابلة أمام منافس كان غائبا خاصة على المستوى الذهني والبدني. المدربان التونسيان لجاري العاصمة قدما لنا وجهين جديدين في الجهة اليمنى لدفاع كل منهما فلعب محمد الباشطبجي المدافع المحوري السابق للإفريقي في تلك الجهة لدفاع الترجي بينما كان حلمي حمام متوسط الميدان الدفاعي في العادة هو الحل لتعويض غياب العيفة بسبب إقصاء مقابلة باجة من جهة أخرى كثف مراد محجوب وسط ميدانه باستعمال ثلاثي في التغطية الدفاعية جنبا الى جنب وهم ألكسيس والعواضي ويحيى وأمامهم المليتي في معاضدة الذوادي في الرواق الأيسر والمويهبي الذي كان مهاجما صريحا منفردا أما فوزي البنزرتي فاعتمد على المساكني كمهاجم ثان في معاضدة مايكل بينما حافظ بقية اللاعبين على مراكزهم العادية باستثناء الباشطبجي كما أشرنا المقابلة بضغط هجومي من لاعبي الترجي قابلته تغطية محكمة من متوسطي ميدان الإفريقي خاصة من ألكسيس الذي تميز بصلابة قاربت الخشونة كلفته الإنذار منذ الدقيقة الرابعة كما كلفت إحدى تدخلات الكامروني الخشنة الغاني أفول مغادرة الميدان مبكرا وترك مكانه لصابر خليفة وكان الحكم متسامحا في هذه اللقطة مع ألكسيس الذي استحق الورقة الحمراء الثانية والإقصاء بسبب مخالفته على أفول الفرصة الأولى في اللقاء كانت من مخالفة نفذها يحيى دقيقة وقوية تصدى لها بن شريفية ولكنه أفلت الكرة ليحولها شمام إلى الركنية دق 20 ثم قاد المساكني هجوما معاكسا سريعا ومرر كرة ممتازة وضعت خليفة وجها لوجه فاضطر السويسي إلى ارتكاب المخالفة ليعلن الحكم نصر الله الجوادي ضربة جزاء نفذها مايكل بنجاح دق 25 ليكون الهدف الأول للترجي في المقابلةوهو هدف جاءت إجابة الأفارقة سريعة عليه بتصويبة مباغتة من الجهة اليسرى سددها الذوادي بمهارة دق 28 وكان بن شريفية مفرط الساذجة في التعامل معها ولم يقدم الفريقان في بقية الشوط الأول شيئا يذكر سوى مخالفات وتقطعات متكررة في اللعب بسب فقدان التركيز وغياب الجاهزية البدنية الواضح لدى اللاعبين الدوليين للفريقين وتجدر الإشارة إلى أن الحكم وزع 6 أوراق في الشوط الأول نال منها لاعبو الإفريقي 4 وكانت بداية الشوط الثاني رتيبة إلى حد الإزعاج ولولا فرصة الهدف الثاني التي أتيحت للمويهبي دق 53 بسبب ارتباك في محور دفاع الترجي بسبب خطأ منذ بداية العملية من الباشطبجي ونجا السويسي من ضربة جزاء واضحة اثر مخالفة في المنطقة المحرمة دق 55 على مايكل كان الحكم متسامحا جدا معه فيها ولم يستغل مايكل فرصة سانحة عندما انفرد بالنفزي دق 60 لأنه لم يكن ينتظر أن تصله الكرة ولهذا كانت تسديدته أضعف من أن تزعج حارس الافريقي وكان الذوادي دق 64 أمام كرة لا تعوض لتسجيل الهدف الثاني اثر تمريرة ممتازة من يحيى لكن تصويبته مرت فوق العارضة وكان العكروت أول الحلول التي استعملها محجوب في هذه المقابلة في بحثه على تحقيق الانتصار بتعزيز الهجوم وأقحمه مكان خالد المليتي بينما دفع البنزرتي بالبوغانمي مكان القربي الذي لم يكن قادرا على مواصلة اللعب بسبب الإرهاق الذي سيطر عليه والواقع أن الإرهاق وغياب الروح الانتصارية لم يكن من القربي فقط بل مس أغلب لاعبي الترجي وهذا كان واضحا في عملية الهدف الثاني للإفريقي إذ وجد العواضي نفسه دون رقيب اثر كرة مرتدة من مدافعي الترجي ليصوب نصف طائرة استقرت في شباك بن شريفية الذي كان بلا حول ولا قوة أمام كرة الهدف الثاني للإفريقي دق 83 هذا الهدف جعل أغلبية من تابع المقابلة أمس في ملعب رادس يعتقد أن المسألة حسمت لفائدة الإفريقي في دربي العاصمة رقم 45 ولكن كان لوليد الهيشري المدافع السابق للنادي الإفريقي ونجم دفاع الترجي حاليا رأي الآخر إذ سجل هدف التعادل اثر مخالفة نفذها شمام وصعد فيها المدافع المحوري للترجي أعلى من الجميع ليسدد رأسية سكنت شباك سامي النفزي أمام ذهول مدافعي الافريقي الذين عززهم محجوب بمنعم الدربالي في الدقائق الأخيرة للمحافظة على انتصار ضاع بسهولة. ومع ذلك كان الذوادي في الوقت البديل قريبا من الهدف الثالث عندما تجاوز البوغانمي الذي تكفل بالجهة اليمنى لدفاع الترجي وسدد مهاجم الافريقي كرة قوية صدتها العارضة الأفقية أمام بن شريفية الذي لم يحرّك ساكنا كالعادة في هذه المقابلة التي انتهت بتعادل كان أقصى آمال الترجيي الذين كانوا خارج الموضوع باعترافهم بعد اللقاء بينما مثلت هذه النتيجة خيبة أمل للأفارقة الذين بحثوا بكل ما أوتو من قوة على الانتصار لكنهم لم يوفروا له الظروف اللازمة.