في سياق التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط، خصّ الدكتور منصف حامدي، الأستاذ الجامعي والباحث في الفلسفة واللغة الفارسية، إذاعة الجوهرة أف أم بمداخلة معمّقة ضمن برنامج "صباح الورد"، قدّم خلالها قراءة تحليلية للصراع الإيراني – الإسرائيلي وتداعياته الإقليمية، مستندًا إلى تجربته الطويلة داخل إيران التي امتدت ل18 سنة، قضاها بين الدراسة والتدريس الجامعي. خلفيات الحرب وحدود الهدنة استهل الدكتور حامدي تحليله بتسليط الضوء على طبيعة المواجهة الحالية، معتبرًا أن الحديث عن "نهاية الحرب" لا يعدو أن يكون تعبيرًا إعلاميًا سطحيًا. فالصراع، بحسبه، يتجاوز كونه اشتباكًا عسكريًا مؤقتًا ليتجذّر في تناقض بنيوي بين مشروعين متضادين: المشروع الإيراني المناهض للهيمنة، والمشروع الصهيوني المدعوم من قوى دولية كبرى. وأكد أن الهدنة المعلنة بين إيران والكيان الإسرائيلي لا ترقى إلى مستوى حل دائم، بل هي مجرد تهدئة مؤقتة لا تنهي جوهر النزاع، مستدلًا بتصريحات إعلامية إيرانية تحدّثت عن "خروقات" مستمرة رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار. القوة النووية الإيرانية بين التحريم والتحدي وفي سؤاله عن حقيقة القدرات النووية الإيرانية، أوضح الدكتور حامدي أن إيران تمتلك تقنية نووية متقدمة جدًا، لكنها لا تسعى – حتى الآن – لامتلاك قنبلة نووية لأسباب عقائدية بحتة، مشيرًا إلى التحريم الديني الصادر عن المرشد الأعلى بخصوص امتلاك السلاح النووي، باعتباره خطرًا على الإنسانية. ولفت إلى أن المنشآت النووية الإيرانية شديدة التحصين، ضاربًا مثالًا بمفاعل "فوردو" الذي يقع على عمق يفوق 100 متر تحت جبل من الصخور الصوانية، وهو ما يجعل استهدافه من الخارج مستحيلًا بحسب خبراء عسكريين حتى من القناة الإسرائيلية. فشل استراتيجيات إسقاط النظام الإيراني كشف الدكتور حامدي عن معطيات إعلامية حول مخطط صهيوني – أمريكي هدفه إسقاط النظام الإيراني من خلال عمليات اغتيال مركزة للقيادات السياسية والعسكرية. إلا أن فشل هذه العمليات، coupled with وحدة المجتمع الإيراني في مواجهة الخطر الخارجي، أفشل المشروع، وفق تعبيره. وأضاف أن الشعب الإيراني، رغم الضغوط الاقتصادية الكبيرة، يلتف تلقائيًا حول دولته عند إحساسه بالتهديد الخارجي، ما يحبط رهانات الداخل والخارج على تفجير الوضع من الداخل. قدرات الردع والصمود الإيراني وحول قدرة إيران على الصمود أمام آلة الحرب الأمريكية، شدّد الدكتور حامدي على أن إيران قادرة على إحداث ضرر استراتيجي في حال اندلاع مواجهة شاملة، مشيرًا إلى شبكة المصالح والقواعد الأمريكية المنتشرة في الشرق الأوسط، والتي وصفها بأنها في مرمى نيران طهران. وأكد أن إيران اعتادت الحرب غير المعلنة منذ 45 سنة، بين حصار اقتصادي وتشويش إقليمي، ما جعلها تمتلك آليات تكيف وصمود تفتقر إليها أغلب الدول. الارتباط الوثيق بين الحرب على إيران وعدوان غزة في ختام المداخلة، شدد الدكتور منصف حامدي على أن العدوان الإسرائيلي على غزة شكّل الدافع الرئيسي لتحرّك إيران العسكري الأخير، وأن أي تهدئة مستقبلية لا يمكن أن تُفهم خارج سياق العدوان على الشعب الفلسطيني، معتبرًا أن أي وقف لإطلاق النار لا يشمل غزة يفتقر للمعنى الاستراتيجي لدى القيادة الإيرانية. iframe loading=lazy src="https://www.facebook.com/plugins/video.php?height=314&href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fsevensharp%2Fvideos%2F1226474875244823%2F&show_text=false&width=560" class=divinside scrolling=no frameborder=0 allowfullscreen=true allow=autoplay; clipboard-write; encrypted-media; picture-in-picture; web-share" allowFullScreen=true تابعونا على ڤوڤل للأخبار