في سياق الاحتقان الاجتماعي المتصاعد بين الاتحاد العام التونسي للشغل والسلطة، أثارت تدوينة نشرها الأمين العام المساعد للاتحاد سامي الطاهري جدلاً واسعاً، بعد أن وجّه من خلالها هجوماً لاذعاً على الوزير الأسبق رفيق عبد السلام. وكتب الطاهري على صفحته الرسمية بفيسبوك: "ما يكتبه وزير النسب بوشلاكة هجين ووضيع وتوظيف رخيص وحقير. استمتع بمنتجعات تركيا واصرف ما جمعته من الغنيمة واترك البلاد بعيداً عن شرورك.. الاتحاد لا يتشرف بمساندتك فقد أهدرت أنت وأمثالك الثورة ورهنتموها إلى البيترودولار." جاء هذا الموقف عقب إعلان الاتحاد العام التونسي للشغل عن تنظيم تجمع عمالي اليوم الخميس 21 أوت 2025 ببطحاء محمد علي الحامي، بداية من الساعة الحادية عشرة صباحاً، حيث من المنتظر أن يلقي الأمين العام نور الدين الطبوبي كلمة أمام النقابيين. ويأتي التحرك في إطار ما اعتبره الاتحاد "اعتداءً على دار الاتحاد" ورفضاً لما وصفه ب"نسف الحوار الاجتماعي ووقف المفاوضات". وقد دعت المنظمة الشغيلة جميع النقابيين للحضور للدفاع عن الحق النقابي والمطالبة بفتح باب التفاوض. جدل وتقاطعات سياسية تدوينة الطاهري تعكس في جانب منها حساسية العلاقة بين الاتحاد وعدد من الشخصيات السياسية، حتى في حال إعلانها مساندة المنظمة الشغيلة. فالاتحاد، وفق تعبير الطاهري، "لا يعتبر كل دعم مرحّباً به"، خاصة عندما يأتي من قيادات سياسية متهمة سابقاً بالتورط في ما يعتبره الاتحاد "إهداراً لمكتسبات الثورة". هذا الجدل يأتي في وقت تتعالى فيه الأصوات بضرورة حماية الاتحاد كمنظمة نقابية وطنية من أي تجاذبات حزبية، خصوصاً مع تصاعد التوتر بينه وبين السلطة التنفيذية.