أفادت وكالة الأنباء المغربية، اليوم الخميس، أن شخصين لقيا مصرعهما وأصيب آخرون في محافظة إنزكان، بعد أن اضطرت قوات الشرطة إلى استعمال أسلحتها الوظيفية في إطار ما وصفته ب "الدفاع الشرعي عن النفس"، إثر محاولات اقتحام أحد مراكز الشرطة بمدينة القليعة، وذلك على خلفية موجة احتجاجات تشهدها عدة مدن مغربية. وأوضحت المصادر الرسمية أن مجموعة من المحتجين حاولوا، ليلة الأربعاء، اقتحام مركز الشرطة بهدف الاستيلاء على السلاح والذخيرة. وأشارت إلى أن عناصر الأمن واجهوا في البداية الهجوم باستخدام القنابل المسيلة للدموع، قبل أن تتطور الأحداث إلى اعتداءات من قبل مجموعات "مسلحة بأسلحة بيضاء"، عمدت إلى إضرام النار في سيارة للشرطة وأربع دراجات نارية، وإحراق جزء من المبنى. وأضافت أن المقتحمين شرعوا في محاولة الاستيلاء على الذخيرة والعتاد، ما دفع قوات الأمن إلى استعمال أسلحتها النارية لصدّهم، وهو ما أدى إلى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى. وتشهد مدن مغربية منذ السبت الماضي احتجاجات دعت إليها مجموعة تطلق على نفسها "جيل زد 212"، رفعت خلالها مطالب بمحاربة الفساد، وتحسين خدمات الصحة والتعليم، وتوفير فرص عمل للشباب. وكانت وزارة الداخلية المغربية قد أكدت، في بيان سابق، التزامها بضمان الحق في التظاهر السلمي ضمن الأطر القانونية، مع اعتماد التحفظ وضبط النفس في التعامل مع التحركات، وعدم الانجرار وراء الاستفزازات. ووفق النيابة العامة المغربية، أوقفت السلطات الأمنية 409 أشخاص في أعقاب أعمال شغب رافقت بعض الاحتجاجات يوم الثلاثاء، سيمثل 193 شخصًا منهم أمام القضاء بتهم تشمل الحرق العمد، والنهب، والاعتداء على قوات الأمن، في حين أفرج عن البقية بكفالة. من جهتها، أكدت مجموعة "جيل زد 212" عبر منصات التواصل الاجتماعي أنها ترفض العنف وتتمسك بمواصلة الاحتجاجات السلمية. أما رئاسة الأغلبية الحكومية فقد أعلنت استعدادها للتجاوب الإيجابي مع مطالب المحتجين، مشددة على أن الحوار والنقاش هما السبيل الأمثل لمعالجة الإشكالات التي تواجه البلاد.