أجمع المتدخلون في اليوم الوطني التحسيسي للوقاية من المخدّرات، الذي نظمته وزارة الداخلية اليوم السبت بمدينة الثقافة بالعاصمة، أنّ حماية الوسط التلمذي من ظاهرة المخدّرات ووقاية المراهقين منها وحسن التدخل عند اكتشاف الأمر، مسؤولية مشتركة بين جميع المتعاملين مع التلامذة من جهاز أمني وإطار تربوي وأخصائيين نفسيين ومندوب حماية الطفولة، نظرا إلى أن كل جهة تتعهد بجانب من الموضوع. وفي هذا الإطار، أعلن المدير العام للأمن العمومي بوزارة الداخلية عصام الفيتوري في مداخلته، أن الوزارة بصدد إعداد برنامج مواطني لمكافحة المخدرات يجمع بين الجانب الزجري والجانب الوقائي، وتعمل بالشراكة مع كافة المتدخلين على تكثيف الجانب التحسيسي في مقاربتها لمكافحة المخدرات والتوقي من أخطارها خاصة في الوسط المدرسي، مشدّدا على أهمية البعد الوقائي في ما يتعلق بمكافحة هذه الظاهرة. وأفاد في السياق ذاته، بأن الوزارة بصدد وضع مخطط تنفيذي للإستراتيجية الوطنية للحد من العنف المجتمعي، يقوم على التعامل بشكل مختلف مع ظاهرة تفشي العنف في المجتمع وتنامي استهلاك المخدرات. وقال الفيتوري إنّ المؤسسات التربوية، تضطلع، من خلال إطارها التربوي بدور محوري في رصد حالات الإستهلاك في صفوف التلاميذ في مراحله الأولى، والتصرف بوعي ومسؤولية تجاه هذه الظاهرة ضمن مقاربة شاملة تدمج جهود الدولة والأسرة والمجتمع المدني، باعتبار أن المدرسة تظل الفضاء الأمثل لترسيخ السلوك السليم وتنمية الوعي المبكر بالمخاطر من أجل بناء حصانة ذاتية لدى الناشئة. من جهته، لاحظ العميد بوزارة الداخلية فخر الدين قدري، أن الدراسات أثبتت الترابط بين العنف والمخدرات، وهو ما دفع الى التركيز على الوسط المدرسي باعتباره يضم أكبر فئة في المجتمع، مبينا أنّ برنامج الوزارة لمكافحة المخدّرات يقوم على التوعية والتحسيس ثم مواجهة الظاهرة من قبل قوات الأمن والديوانة، يليه التكفل والتعهد بالمدمنين من قبل وزارة الصحة، وبعد ذلك إعادة إدماجهم في المجتمع تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية. أمّا الاخصائية النفسية بوزارة التربية هدى الهلالي، فقد أكدت في مداخلتها على ضرورة توعية الإطار التربوي بأعراض وعلامات الاستهلاك لدى التلميذ حتى يسهل التعرف على التلاميذ الذين وقعوا في فخّ الإدمان. وبالنسبة الى عمل الاخصائيين النفسيين في هذا المجال، أوضحت الهلالي في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أنّ عمل الاخصائيين النفسيين بالمعاهد والاعداديات يشمل الكثير من الوضعيات التي يمكن أن يتعرّض لها التلميذ ومن بينها تعاطي المخدّرات. وبخصوص نقص الاخصائيين النفسيين بالمقارنة مع عدد التلاميذ، كشفت الهلالي أن أول انتداب للاخصائيين النفسيين صلب وزارة التربية تم سنة 2015 ثم سنة 2017 ، بمعدل اخصائيين نفسيين اثنين في كل مندوبية جهوية للتربية، وأن الوزارة تعتزم اليوم انتداب 31 اخصائيا نفسياً آخرين، ملاحظة أن هذا الموضوع لا يتعلق بوزارة التربية وحدها بل يقتضي تظافر جهود كل الأطراف المتدخلة فيه. تجدر الإشارة الى أنّ فعاليات هذا اليوم التحسيسي انتظمت بصفة متزامنة في ثلاث مدن اخرى وهي سوسة وطبرقة وجربة. وكانت وزارة الداخلية قد أفادت في بلاغ لها، بأن 750 مشاركا من بينهم 650 مشاركا من وزارة التربية والبقية من مختلف الوزارات ومكونات المجتمع المدني، سيستفيدون من هذا اليوم التحسيسي للوقاية من المخدّرات الذي يهدف الى تعزيز الوعي بمخاطر استهلاك المخدرات والمؤثرات العقلية في الوسط المدرسي وتمكين الإطار التربوي من آليات الرصد المبكر والتعامل مع الحالات المشبوهة، بالاضافة الى دعم التعاون بين المؤسسات التربوية والهياكل الأمنية والصحية في مجال الوقاية من المخدرات.