الألمانية - أعرب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يوم الجمعة عن أمله في إقامة ديمقراطية حقيقية خلال المرحلة المقبلة في ليبيا ، مؤكدا أن بلاده ستقف مع الشعب الليبي وتدعمه في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية. وقال أردوغان في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل في طرابلس يوم الجمعة، إن "بلاده ستسهم في إعادة ترميم المدارس ومراكز الشرطة والمحاكم والأماكن التي تضررت جراء الأحداث في ليبيا وكذلك في إنشاء مقر للبرلمان الليبي المقبل تعزيزا للمرحلة الديمقراطية المقبلة فضلا عن مركز طبي وإعادة بناء دار الأيتام في مدينة مصراتة". ودعا رئيس الوزراء التركي أهالي مدن سرت وبني وليد وسبها، آخر معاقل العقيد الليبي الهارب معمر القذافي، إلى الانضمام إلى الثورة الليبية، وأعرب عن أمله في أن يدعم سكان تلك المدن المجلس الانتقالي، مؤكدا أن تركيا لا تريد المزيد من إراقة الدماء بين الشعب الليبي وتكرار ما حدث في بنغازي وطرابلس. وقال أردوغان: "إن فترة جديدة بدأت في ليبيا، إلا أنها لن تخلو من الصعوبات، وسيجتازها الشعب الليبي بالوحدة والتضامن". واتهم أردوغان جهات، لم يسمها، بمحاولة استغلال الوضع في الفترة الانتقالية، غير أنه قال إن "إرادة وفطنة الشعب الليبي ستفوتان عليهم هذه الفرصة". وتابع: "إن ليبيا لليبيين وستستمر لليبيين، ولن تكون ليبيا مثل العراق ، وسنخطو خطوات مهمة في هذا الشأن". وأعلن أردوغان أنه سيرسل وفدا بالتعاون مع المجلس الوطني الانتقالي الليلة أو غدا لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية لأهالي سرت وبني وليد جراء معاناتهم الشديدة من نقص المياه والكهرباء والغذاء. وأشار إلى أن الخطوط الجوية التركية بدأت في العمل وتشغيل رحلاتها من اسطنبول إلى بنغازي ، وبدأت الشركات التركية في إعادة ترميم مطار بنينا الدولي ببنغازي ، وستعود الرحلات الجوية إلى طرابلس قريبا. وحول الوضع في سوريا، أعرب اردوغان عن خشيته من أن تتحول الصراعات هناك إلى صراعات مذهبية. وأضاف أن نظرة تركيا تجاه سورية واضحة، "الذي يأتي بالظلم لا يستطيع أن يستمر، ومن يذهب ضد شعبه بالدبابات لا يستطيع أن يبقي في الحكم"، مشيرا إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد "يجب أن يحاسب على كل ما فعله". وقال: "بعد مفاوضات مع الأممالمتحدة سوف نعلن عن قرارنا النهائي تجاه سوريا". كان أردوغان قال أمام حشد من المواطنين الليبيين ، عقب صلاة الجمعة التي أقيمت في ميدان الشهداء بالعاصمة الليبية طرابلس: "توجهوا إلى سرت وبني وليد، قبلوا إخوانكم وانضموا إلى الليبيين الآخرين"، في إشارة إلى المدينتين المواليتين للقذافي اللتين لم يسيطر عليهما الثوار سيطرة تامة. وأكد رئيس الوزراء التركي أن "توحيد الصفوف سيؤدي إلى تطوير ليبيا ويجعل منها واحدة من أفضل بلدان المنطقة". وأضاف: "أنتم من أظهرتم للعالم بأسره أنه ما من إدارة يمكنها أن تقف أمام قوة الشعب وإرادته". وعقد أردوغان جلسة مباحثات مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفي عبد الجليل ورئيس المكتب التنفيذي للمجلس محمود جبريل يوم الجمعة في طرابلس، تناولت مختلف مجالات التعاون بين البلدين، وإسهام أنقرة في عملية إعادة إعمار ليبيا. كان رئيس الوزراء التركي وصل في وقت سابق يوم الجمعة إلى العاصمة الليبية طرابلس ، قادما من تونس، في آخر محطات جولته التي تضم مصر وتونس وليبيا. ويرافق أردوغان وفد رفيع المستوى يضم عددا من الوزراء والمسئولين ورجال الأعمال.