يبدو أن الوطنية الأولى لم تتخلص من عباءتها البنفسجية و لم تتقبل إلى الآن الوضع الجديد بعد الثورة و هي التي تخلت عن لونها المفضل ،فبعد أن نعت صحفيها الأحزاب التي لم تنجح في الاختبار الانتخابي الأول بأنها معادية للإسلام،و بعد أن أمتعت التلفزة أبصارنا خلال الأسبوع الجاري بمشهد حجيجنا الميامين و هم يؤدون الواجب في البقاع المقدسة حاملين لشمسيات عليها علم تونس و كتب عليها 7 نوفمبر بوضوح و بشكل لا يرقى إليه الشك ،هاهي تشنف آذاننا ليلة عيد الأضحى المبارك بابتهالات للفنان السابق فوزي بن قمرة و التي تضمنت دعاء للرئيس السابق زين العابدين بن علياللهم وفق رئيسنا زين العابدين لما تحبه و ترضاه "!!! أجل حدث هذا في تلفزتنا الوطنية بعد الثورة و بعد انتخابات حرة و ديمقراطية. إدارة التلفزة اعتذرت سريعا لكنها أيضا سحبت الاعتذار بأسرع من ذلك . ما بثته التلفزة ليلة العيد أثار موجة كبيرة من الاستياء بين المشاهدين و التهب فتيل التأويلات و الاحتجاجات و تسجيل المواقف على المواقع الاجتماعية ،و نشر المقطع مرارا حاملا تعاليق مختلفة تعبر من الاستياء الشديد من التلفزة التي تسعى إلى كسب ثقة المشاهد دائما.،و قد تكون نقابة المؤسسة قد تحركت أيضا للاحتجاج على ما حدث. بن علي على القناة الوطنية 1 : مجرّد خطأ لا يجب تضخيمه فما معنى هذه الأخطاء المتكررة؟ هل هناك قوى ردة تحن في التلفزة إلى النظام البائد و الذكريات الأليمة لسنوات الاستبداد و الظلم ؟أم أنه لا رقيب على ما يبث للمشاهدين ،فمن يبثه إذن؟ألا تفكر إدارة التلفزة في مراجعة تسجيلاتها و تحيينها حسب المقتضيات ؟ألا يدخل ذلك في صميم العمل ؟ أم أنه هناك في داخل المؤسسة من يجتهد ل"يطير"مدير المؤسسة لأسباب مجهولة؟ نجوى