في إطار الإجتماع الجماهيري الإحتفالي الذي نظمته حركة النهضة الأحد 13 نوفمبر 2011 بمسرح الهواء الطلق بسوسة قال حمادي الجبالي أمين عام حركة النهضة مخاطبا الحاضرين : '' أنتم في الخلافة الراشدة السادسة إنشاء الله '' و خلف هذا التصريح جدلا كبيرا حول دلالاته و مقاصده خاصة و أنه صادر عن رئيس الحكومة المقبلة المرتقب. يقول البعض إن حمادي الجبالي شخصية سياسية محنكة و ما يصدر عنه لا يمكن أن يكون إعتباطيا أو من فراغ أو زلة لسان بل هو كلام موزون و مقصود يؤكد على حقيقة البرنامج الذي تبطنه حركة النهضة و تخفيه وراء قناع الوسطية و الإعتدال و التشبه بحزب العدالة و التنمية التركي. أصحاب هذا الطرح يشددون على ازدواجية خطاب النهضة التي تتبنى في الظاهر مبادئ الديمقراطية و الحداثة و الإنفتاح و حقوق الإنسان في مقابل حقيقة أنها حزب ديني يتطلع إلى احياء الخلافة و إقامة نظام يستند بالكامل إلى الشريعة الإسلامية . ردا على هذا الموقف أكد سمير ديلو المكلف بالعلاقات الخارجية في حركة النهضة على أنه لا يجب تحميل ما قاله حمادى الجبالى أكثر مما يحتمل و قال إنه يجب على بعض الأطراف أن تبتعد على ما أسماه منطق التصيُّد وشبّه إلى حدّ ما ما يحصل الآن مع حمادي الجبالى بما حصل مع ممثلة حركة النهضة سعاد عبد الرحيم فيما يتعلق بتصريحاتها حول موضوع الأمهات العازبات . سمير ديلو شدد على وضوح برنامج حركة النهضة ذات الخلفية الإسلامية الوسطية و المعتدلة الذي يكرس مبادئ الديمقراطية والحرية والعدالة و المساواة و ينص على ضرورة التمسك بالنظام الجمهوري و الحكم المدني و أشار إلى أن المقطع الذي تحدث فيه الجبالى عن الخلافة ليس تنكّرا لمبادئ و أبجديات الحركة بل هو فقط يتنزل في سياق الحديث عن القيم و الأخلاق في الخلافة الخامسة لعمر بن عبد العزيز التى تتطلع الحركة إلى ترسيخها في المجتمع .